لا يخفى على احد الدور الذي تلعبه الجامعات بشكل عام في تخريج اجيال فتية متعلمة وواعية، لبناء المجتمع وصونه من التخلف والتراجع فوجود اجيال تحمل راية العلم والمعرفة الصحيحة لديها الاستعداد للبناء والتعمير ووضع اللبنة الاساسية في العملية التنموية بمختلف مجالاتها لا يمكن باي حال من الاحوال الاستغناء عنها، او تصور مجتمع بشري من دون سواعد شابة متعلمة بمثابة المدماك الاول في نهضة المجتمع.

فالجامعات في الاردن مثلها مثل كل الجامعات في العالم، لها احتياجاتها ومطالبها لضمان استمراريتها ومواصلة رسالتها السامية في تعليم وتنشئة اجيال تحمل سلاح العلم والمعرفة والذي من الضروري بمكان، ليكون حصنا منيعا ضد اي تغييرات دخيلة ضارة بالمجتمع. وحتى يصبح افراد المجتمع على درجة عالية من الوعي والفهم لما يدور حوله من احداث ومجريات قد تؤثر بشكل او باخر على المجتمع الذي يعيشون فيه. فالجامعات الاردنية بحاجة ماسة الى تطوير انظمتها وبرامجها وكادرها الفني والبشري، كي تتماشى مع التقدم العلمي الحاصل في العالم، وتستلهم الدروس والعبر من مسيرة الجامعات العريقة والتي اثبتت جدارتها رغم العثرات والمعوقات التي واجهتها وتواجهها وتجاوزتها بكل ثبات وثقة.

ولا يتاتى تطوير الجامعات والنهوض بمستواها العلمي والفني والتقني الا من خلال تقديم المساعدة والدعم من قبل المجتمع ومؤسساته المتعددة والحكومات المتعاقبة، كي تستطيع اكمال مسيرتها العلمية باقتدار وكفاءة، فهناك جامعات تعاني ازمات مختلفة وابرزها الازمة المالية وتحتاج الى مد يد العون لها، وذلك لضمان بقائها ومواصلة عطائها العلمي والادبي، فجدير بنا ان نقف بجانب جامعاتنا ووضع الحلول المناسبة لانتشالها من ازماتها وتقديم كل ما تحتاجه، بالاضافة الى ترتيب البيت الداخلي لها ووضع انظمة تعليمية مرنة تواكب مجريات العصر، مما تعين طالبي العلم على تلقي تعليمهم بكل سهولة ووفق احدث ما توصل اليه العلم الحديث، عدا توسيع قاعدة القبول وتذليل كافة الصعوبات التي تواجه الطالب الفقيرواعادة تفعيل صندوق الطالب الفقير، والذي يعاني ايضا من مشاكل جمة ويحتاج الى الدعم وضم شرائح اكثر من الطلاب الذين يحتاجون بالفعل الى لدعم مالي كي يمكنهم من مواصلة تعليمهم الجامعي ليكونوا سندا وعونا لاسرهم ومجتمعهم، مع ضرورة تعزيز وترسيخ التفاهم والتكامل بين الجامعات بقطاعيها الرسمي والخاص ومظلتها وزارة التعليم العالي.