مبروك لشباب الأردن، وبانتظار تعميم التجربة سياسياً واقتصادياً وإدارياً
باسم سكجها
12-10-2021 08:59 PM
بعد طول انتظار، وبعيداً عن الاهتمام الاعلامي والرعاية والانتباه الشعبي، يحقّق الأردن بطولة كروية آسيوية مهمّة، ولم يأت الأمر من الفريق الوطني الأوّل الذي يحظى بكلّ الاهتمام والرعاية، والمدربين الاجانب، بل جاء من "الرديف"، الذي ضمّ المستقبل، وبمدرب أردني عظيم.
نحن نتحدّث، هنا، عن الصفّ الثاني الذي طال ما افتقدناه، في السياسة والاقتصاد والادارة، والرياضة أيضاً، وقد اتفقت الآراء العربية من الخبراء والمحللين، بأنّ فريقنا لا ينتمي إلى المنطقة، ويذكّر بالفرق الأوروبية الكبرى، ولن ننسى ذكر يزن النعيمات بالاسم، فهو وإن أتى من فريق نادي سحاب، الذي لا يحسب له حساب في البطولات، إلاّ أنّ هذا اللاعب العبقري يُشكّل وحده فريقاً كاملاً.
نحن، إذن، لا نتحدّث عن كرة القدم فحسب، بل عن النظر إلى المستقبل، وتمكين الشباب، وصنع القيادات الجديدة في كلّ مكان، وليس سرّاً أنّ الوزير عندنا هو الوزارة، فينسحب الشخص الثاني والثالث من العمل لصالح صورة الأول إمام الناس، وهذا أمر يمكن تعميمه على القطاع الخاص، والأحزاب، وقوى المجتمع المدني، وغيرها.
فريقنا الكروي الشاب قدّم أداء أكثر من ممتاز، وحصل على البطولة بعد الفوز على مستضيفها السعودي الذي لم يخسر في أية مباراة، وعلينا بكلّ بساطة أن نبني على ذلك، فيكون لدينا فريق أوّل قادر على المنافسة بعيداً عن اختيارات الاندية التقليدية، والتعاقدات السريعة من مدربين من الخارج.
وأكثر من ذلك، فعلينا أن نأخذ من ذلك عبرة، بأن نحتوي الكفاءات العبقرية الأردنية الشابة التي تملأ شوارعنا، فنعبّد لها الطرق، ونزيل منها المطبات، وإذا كان هناك من سرّ أردني معلن فهو أنّ هذه تهاجر من بلادنا مع أوّل فُرصة، فمبروك لشباب كرة القدم الأردنية، وبانتظار تغيير كلّ سياساتنا المانعة لعقول ونتاج شبابنا، وتهيئة السبل للاستفادة من الصفوف الثانية والثالثة والرابعة، وللحديث بقية!