في التعديل الوزاري، لا يمكن فهم معايير الخروج والدخول وفي تقديري، لم يفهم مواطن أردني واحد لماذا دخل وزير وخرج وزير آخر!
لست متابعا سياسيا لأحكم على قرارات الدولة، لكنني أفترض أن للدولة معاييرها، وقد تكون هذه المعايير سليمة وقد لا تكون!
وبشكل عام، للمواطن معايير تختلف عن معايير أصحاب القرار!
ولست منحازا لا لرأي الدولة ومعاييرها، ولا لمعايير المواطن! فالمواطنون بشكل عام لا يفهمون أسبابا لأي تعديل! ما يهمني شخصيا أنني معجب بأداء بعض الخارجين، وفي مقدمتهم وزير التربية والتعليم محمد أبو قديس، ووزير الإعلام صخر دودين، وسأقدم أسبابي:
محمد أبو قديس يمتلك إرادة التغيير والتطوير – هكذا رأيته – ودليلي أنه تصدى لامتحان التوجيهي وشكل لجنة برئاسة الدكتور عزمي محافظة لتقديم تصور لامتحان عادل آمن يبعد توتر الطلبة وتوتر المجتمع..
وصخر دودين، يمتلك وعيا إعلاميا تقدميا، تعرض لتنمر مجتمعي قد تكون دوافعه أو بعض دوافعه إقليمية، ومهما كانت الدوافع، فإنني رأيت دودين صوتا إعلاميا قويا مخلصا! ومؤثرا، كما أسعدني موقفه الفريد تجاه اللغة العربية وذلك في المؤتمر الدولي للاتصال الحكومي المقام في الإمارات، لأن المؤتمر عربي، و99% من المشاركين عرب، لم يكن ذلك لعدم إتقانه اللغة الإنجليزية فهو يجيدها وأنا أعرف ذلك!
حزنت لمغادرتهما، فتجربتهما لم تكتمل، كما حزنت لمغادرة هالة زواتي وزيرة متحضرة ناجحة وربما يرى من أبعدهم أن الوطن ليس مختبر تجارب.
كما يسرني أن أقول إن الداخلين ليسوا أقل حكمة ونجاحا ممن خرجوا. وهنا أتحدث عن وزراء وهم: وجيه عويس، وهيفاء النجار وفيصل الشبول:
وجيه عويس مايسترو استراتيجية تنمية الموارد البشرية حيث أبدع، وجمع كل التضادات الأردنية: يمينا ويسارا. مواطنين وخبراء في لجان أو ورشات عمل! ولا شك أنه أصيب بالإحباط كأي رائد يرى جهده في مهب الريح!
وعويس أثبت في مواقع عديدة اجتهادا وجدية، بل خلق الروح في اللجنة التربوية بمجلس الأعيان، وبدأت بالتصدي لتحديات المناهج والامتحانات مبديا كل الدعم للعاملين فيها.
وهيفاء النجار، سيدة ناشطة، وبرأيي أثبتت حضورا في قيادة مدرسة قدمت للمجتمع فتيات رائدات قائدات، وفيصل الشبول: الإعلامي الذي أثبت حضورا ونجاحا في عمله الإعلامي خلال العقدين الماضيين.
والوزراء: عويس وهيفاء والشبول سرعان ما يجدون أنفسهم، أمام ملفات عديدة ساخنة، نعم انتهى الوقت الذي يخصصه الوزراء للتهنئة، فالملفات سريعة ومعقدة، وكلاهما يحتاج دعما وخاصة من المواطن!
أبارك لهم، متمنيا لهم النجاح وتغيير بعض ثوابت العمل!
ملاحظة: أعجبت بتعليق الرنتيسي على التعديل الوزاري: "هل مشكلة الأردن في الثقافة والبيئة والإعلام؟"