يحتفل العالم في (٥) اكتوبر من كل عام بعيد المعلم وكلمة المعلم لها وقعها على نفس كل إنسان فالإنسان يتعلم ويعلّم هناك دائماً العالم والمتعلم ومن ظن أنه قد علم فقد جهل والتعليم رسالة الانبياء والمصلحين (إنما بعثت معلما) وأول آية نزلت في القرآن الكريم هي (إقرأ) وأقسم الله سبحانه وتعالى باداة العلم (ن والقلم وما يسطرون) والحضارات انما قامت عبر التاريخ على العلم والتعليم ومن هنا كان اهتمام الحضارة العربية الاسلامية بالعلم والمعلم وكان يسمى أحياناً المؤدب لاهتمامه بجانب التربية اضافة الى التعليم.

بدأت حياتى طالباً في الكتاتيب وعند معلم القرية الى ان دخلت المدرسة وما زلت اذكر اساتذتي باسمائهم وادعو لهم.. كان المعلم معلماً والطالب طالباً، للمعلم هيبته وللطالب سمته التي يجب ألا يتعداها في علاقته مع معلمه ثم اصبحت معلماً واعتبرت التعليم مهنة وليس وظيفة.. ورسالة وليس فقط مصدراً للرزق ومن هنا كان عطاؤنا بلا حدود وأكثر مما يطلب منا ويذكر ذلك طلابنا الذين مازالوا على قيد الحياة ولنا عندهم كل احترام وتقدير لغاية الآن رغم هذه السنين المعلم والمعلمة من اكثر موظفي الدولة عطاءً هو يذهب الى المدرسة صباحاً لا ليجلس على مكتب ويقلب اوراقاً او ينجز معاملات خطية على أهميتها ولكنه يواجه عقولاً مختلفة المشارب والبيئات والاهواء والامزجة منهم الغني والفقير الذكي ومتوسط الذكاء من يحمل معه هموم اهله وربما يكون شارد الذهن هل معه مصروف يومي هل تناول وجبة الافطار.. اسئلة يجيب عليها المعلم من خلال تعامله.. مغادرة المعلم للمدرسة أثناء التدريس بصعوبة لانه يترك صفوفاً لا بد أن تشغل من زملائه المثقلين اصلاً نحن نطلب من المعلم تعليماً وتربية وانضباطاً وتفانياً لكن بالمقابل ماذا نقدم له في معظم دول العالم.. راتب المعلم اعلى من اي موظف آخر بل في بعض الدول اعلى من راتب الوزير لأن مسؤوليته كبيرة والمطلوب منه عظيم.. المعلم يحتاج الى بيئة مدرسية صحية تساعده على العطاء وأن يشترك في وضع مناهج ويقومها لأنه هو الذى سيتعامل معها.. لا بد من تغيير نمط التدريس وذلك لن يكون الا بتأهيل المعلمين تأهيلاً غير نمطي لان الدنيا تغيرت ووسائل التواصل كثرت لا بد من اعطاء المعلم حوافز من خلال إعادة النظر في موضوع الرتب وتصحيح الخلل فيها ولا بد من زيادة التفاعل مع البيئة المحلية من خلال برامج احياناً مرتبطة بمواقيت ليس كل طالب متفوق في كل المواد لذا لا بد من التعرف على مستويات الذكاء المرتبطة بالميول وتنميتها..

المعلم والمعلمه آباء وامهات للطلبة فكما تحب أن يعامل ابناؤك باحترام لا بد ايضاً ان تبادل ابناء الآخرين بنفس السوّية من كان معلماً ناجحاً ومخلصاً ومطوراً لنفسه انا كفيل بأن ينجح في ادارة اية مؤسسة في الدولة.

كانت وزارة التربية تحتفل بعيد المعلم احتفالاً عاماً في قصر الثقافة برعاية ملكية توزع فيها الجوائز والاوسمة ويكرم المعلمون في ذلك العيد بميزة مالية او معنوية.

تحية لك ايها المعلم وايتها المعلمة اينما كنتم وبورك عطاؤكم وجهدكم.

(الرأي)