facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المشاركة الاردنية الى جانب مصر وسوريا في حرب اكتوبر


أ. د. خالد شنيكات
11-10-2021 03:11 PM

عاشت الاردن ومصر حالة من الانسجام والتماهي في سياساتهما في المنطقة، ورغم مظاهر الخلاف في الرؤى حيال ملفات المنطقة، الا ان الدولتان اتفقتا حيال الصراع العربي الاسرائيلي، فقد تحرك المغفور له الملك حسين برفقة الحكومة الاردنية الى القاهرة، والتقى بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر قبيل حرب 1967، واتفقا الطرفان على التنسيق المشترك تجاه الحرب القادمة اي حرب 1967، وتم تسليم قيادة القوات الاردنية للضباط المصريين، وبقيادة عربية موحدة لخوض الحرب القادمة، وقد وحدت مواقف الشقيقتين الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الحدود العربية، وكان أعنف هذه الاعتداءات على قرية السموع الاردنية في الخليل في الضفة الغربية والتي ادت الى استشهاد عدد من المدنيين لكن الحرب انتهت بنكسة حزيران.

كانت نكسة حزيران جرحا عميقا في الوجدان العربي، حيث خسرت الدول العربية (الاردن، مصر وسوريا) اراضا جديدة، فقد خسرت مصر قطاع غزة وسيناء، وسوريا الجولان، والاردن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، لم يكن يتصور احد هذا السيناريو المأساوي بهذا الحجم من الخسارة وبهذه السرعة.

عاشت الدول الثلاث(مصر، الاردن، وسوريا) حالة من الصدمة والذهول مما حدث، وبدأ العمل على أكثر من سيناريو:

الاول: هو العمل لما بعد النكسة اي معالجة اثار نكسة حزيران، وتجاوز تبعاتها وارتداداتها.

الثاني: هو ابلاغ الرئيس الراحل جمال عبدالناصر المغفور له الملك حسين بضرورة العمل على المسار السلمي والتفاوض مع الغرب لاستعادة الاراضي العربية التي احتلت عام 1967.

الثالث: الاستعداد لجولة جديدة من الصراع تعيد الكرامة العربية وتعزز ثقة المواطن العربي بنفسه بعد كل ما حدث، فدخلت الدول الثلاث في موجة من حرب الاستنزاف، خلال هذه الحرب خاض الجيش الاردني معركة الكرامة عام 1968 بعد مرور اقل من عام على هزيمة حزيران، وانتصر الجيش الاردني انتصارا مؤزرا، اضطر فيه الجيش الاسرائيلي الى الانكفاء غربي نهر الاردن بعد ان عبرت الياته وجيشه شرقي النهر، وقد تلقى خسائر في المعدات والارواح اضطر بعدها الى طلب وقف اطلاق النار، لكن الاردن اصر على انسحاب الجنود غربي النهر، وقد كان له ما اراد.

كما ذكرت ان الشقيقة الكبرى مصر كانت تعمل على قدم وساق استعدادا لجولة جديد من الصراع تستعيد فيه مصر زمام المبادرة، وتوقف غطرسة العدو، وتحطم اسطورة الجيش الذي لايقهر والتي روج لها كثيرا بعد حرب 1967 وتحرر أرضها، وقد استمرت الاستعدادات المصرية والسورية رغم وفاة عبدالناصر واستلام الرئيس الراحل انور السادات، وقد تم ذلك بالتنسيق مع سوريا.

لقد كانت العلاقات العربية العربية يسودها بعض التوتر قبيل حرب 1973م، حيث قامت الكويت وليبيا بوقف مساعداتها للأردن، والعراق وسوريا باغلاق حدودهما مع الاردن، الا ان هذا التوتر سرعان ما تبخر؛ فقد حدث انفراج في علاقة الأردن مع كل من سوريا ومصر نتيجة انعقاد مؤتمر المصالحة في مصر في سبتمبر 1973م، وخلال هذا المؤتمر عرف جلالة المغفور له باحتمال قيام مواجهة عسكرية عربية - اسرائيلية إلا أنه لم يعرف التفاصيل الكاملة حول ذلك..

وكما ذكرت، انه رغم ان الاردن لم يكن على اطلاع بتفاصيل واستعدادات نصر اكتوبر عام 1973، الا انه كان مع اشقاءه بجميع المواقف، ينسق ويدعم الجهد الجماعي العربي.

وكما ذكرنا كان الموقف الأردني منذ البداية مع أي عمل عربي موحد، وتمثل ذلك في موافقته على تعيين قائد للقوات العربية هو الفريق أحمد اسماعيل، وقد قال المغفور له جلالة الملك الحسين للأمين العام لجامعة الدول العربية انذاك محمود رياض وقبيل اندلاع الحرب بأيام، عندما طلب الرئيسين المصري والسوري بأن يمنع الأردن الالتفاف على سوريا عبر الأردن، فقال المغفور له الملك حسين " إن ما تطلب مني ليس إلا واجبي .. " وهكذا كان موقف الأردن المبدئي هو الوقوف الى جانب العرب من حيث المشاركة في الحرب
وما ان اندلعت الحرب في رمضان، الا وأعلن الاردن وقوفه الى جانب مصر وسوريا في خوض الحرب، وقد اتخذ الخطوات الاتية:

1-اعلان الاردن وضع جيشه في "درجة الاستعداد القصوى" باندلاع الحرب، وأخذت قواته وضعية الدفاع وفقا لخطة الدفاع في تلك الحرب، وكان الهدف حماية القوات السورية في الجبهة السورية من عملية التفاف على القوات السورية، وأحباط أية محاولة اختراق اسرائيلية عبر مشاغلته القوات الصهيونية على طول حدوده مع اسرائيل وهي الحدود الاطول عربيا مع اسرائيل، والأقرب للعمق الصهيوني مما يجعها الأخطر عليه، مما منع نقل المزيد من جنودها على الجبهة المصرية والسورية، وأبقى جزءا كبيرا من قواتها على الحدود الاردنية خوفا من تطورات الموقف على الحدود الاردنية، وكان الموقف الاردني يتابع ويراقب بشدة ما تحرزه من انتصارات الشقيقتان، استعدادا للدخول الى الضفة الغربية لتحريرها تبعا لتطورات الموقف على الجبهة المصرية والسورية.

2-التحرك إلى الجبهة السورية وهو الشيء الذي حدث فعلاً، نتيجة تدهور الموقف على الجبهة السورية؛ فقد تقدم اللواء المدرع/40 بأمر من جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال إلى الجبهة السورية، فوصل بكامل تشكيلاته يوم 14 اكتوبر 1973م حارب في أولى معاركه يوم 16 اكتوبر 1973م، وكان تحت قيادة الفرقة المدرعة /3 العراقية، بجانب الألوية العراقية المشاة/20 والآلي /8 والمدرع/6.

وفي يوم 16 اكتوبر 1973م تقدم اللواء المدرع/40 من أماكنه في نوى وتل الحارة إلى تل المسحرة ليتجاوزه في الوقت الذي كانت تجتاز فيه طلائع اللواء المدرع/60 كفر شمس إلى نحو تل العلاقية وتل عنتر.

لكن اضطر اللواء المدرع/40 العدو الإسرائيلي للتراجع مسافة (10) كم تاركاً خلفه تل مسحرة وجبا، وأمام هذا الهجوم الأردني السريع وبطء وصول القوات العراقية إلى مواقعها كشفت أجنحة اللواء المدرع/ 40، فخسر بسبب ذلك بعض الياته بسبب استخدام العدو لسلاح (التاو) المضاد للدروع ولأول مرة في العمليات العسكرية. اجبر اللواء المدرع /40 إلى التراجع بعد أن دمر للعدو (10) دبابات، كما تعرض الهجوم العراقي إلى هجوم معاكس عنيف على جناحه الأيمن اضطره إلى التراجع إلى (كفر شمس) ثم إلى تل (الذيبان).

وهاجم اللواء المدرع /40 بالهجوم مرة أخرى على تل مسحرة وجبا في الوقت الذي كانت تهاجم فيه الفرقة المدرعة/3 العراقية تل عنتر، فاحرز اللواء المدرع/40 تقدما وتغلغل مرة أخرى بعمق (6-7) كم متجاوزا تل مسحرة ووصل إلى الشمال الغربي منه، ونتيجة لضغط العدو وانكشاف أجنحة اللواء المدرع/40 مرة أخرى للهجوم الإسرائيلي المعاكس أجبر إلى التراجع بعد أن خسر بعض جنوده ومعداته.

ونتيجة موقف الجيش السوري الحرج، دفع الأردن بقوات تعزيز إضافية لإعادة كسب زمام المبادرة وللقيام بهجوم معاكس شامل وكان مقرراً في 23 اكتوبر 1973م ، ودفع الأردن ايضا يوم 20 اكتوبر 1973م قيادة الفرقة المدرعة/3 الملكية مع مدفعيتها إلى الجبهة السورية ووصلت بشكل كامل يوم 22 تشرين الأول 1973م، إلا أن قبول سوريا وقف إطلاق النار أدى إلى إلغاء العملية الهجومية، فبقيت القوات الأردنية هناك إلى أن سحبت في بداية نوفمبر 1973م.

وكانت الخسائر الاردنية 24 من الافراد، و49 جريح، وتدمير 25 دبابة والية مختلفة وتعطيل 29 دبابة.

وتبدو أهمية المشاركة الاردنية في اعاقة تقدم القوات الاسرائيلية في الجولان بمساعدة القوات العراقية ومنعها من تعزيز عملياتها الهجومية ودفعها نحو التحول إلى وضعية الدفاع، بل ان دخول اللواء المدرع /40 ساحة المعركة في اصعب اللحظات للقوات السورية مساهمة لاغنى عنها؛ حيث كانت الطريق مفتوحة للقوات الاسرائيلية باتجاه دمشق فمنع القوات الاسرائيلية من ذلك، وهناك أهمية أخرى تتمثل في تعزيز العمل العربي العسكري المشترك على الرغم من ان الاردن لم يكن على اطلاع بتفاصيل خطط الحرب العسكرية.

ونتيجة لهذه الحرب، اعيدت العلاقات الاردنية مع بعض الدول العربية التي كانت مقطوعة بسبب احداث السبعين، وتم استئناف المساعدات العربية للاردن.

لقد برهن العالم العربي على قدرته على تجاوز التحديات التي تعصف به، رغم تعاضم هذه التحديات وكترتها، فكانت حرب اكتوبر مثالا على التضامن العربي، فقد وقفت كل الدول العربية الى جانب مصر وسوريا، فدول الخليخ اعلنت عن قطع النفط عن الغرب في محاولة لتغيير مواقفه من القضايا العربية بشكل عام ومن الصراع العربي الاسرائيلي بشكل خاص، ووقفت دول اخرى بجيشها، وبعضها سارع لمقاطعة الدول الداعمة لاسرائيل دبلوماسيا، كذلك برهنت الحرب على قدرة العرب على التغيير وفرض شروطهم اذا ما ارادوا ذلك.

(الهلال المصرية)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :