قال الشيخ تيسير التميمي ان الوضع في القدس خطير جداً.

وقال في حوار دار في الجمعية الاردنية للعلوم والثقافة صباح امس ان اسرائيل بدأت تنفيذ مشروع اقامة "المدينة اليهودية المقدسة", واضاف في حديثه عن اوضاع المدينة المحتلة ان عدد اليهود في المدينة كان في عام 1967 صفرا , أما الان فعددهم يساوي عدد الفلسطينيين العرب من اهلها. وقال ان الولاية الاردنية على المقدسات الاسلامية والمسيحية هي التي انقذتها من المخطط اليهودي.

لقد استمع الحضور من اعضاء الجمعية الى رأي الشيخ التميمي حول التطورات الاخيرة في القدس وزودهم بالارقام واطلعهم على حقائق ما يحدث من أمر خطير وتحديات تواجه المدينة المقدسة قبيل اطلاق شبكة القدس التي تنظمها الجمعية, والتي هدفها الحفاظ على هوية القدس استجابة للدعوة التي اطلقها الملك عبدالله الثاني في اكثر من مناسبة.

اعتقد ان اسرائيل, في ظل الانقسام الفلسطيني والصمت العربي والتواطؤ الدولي, نجحت في اخراج القدس من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والعربي الاسرائيلي, وهي ساعية الآن الى تهويد المدينة وتوسيعها بحيث تمتد شرقاً حتى مشارف اريحا وشمالاً باتجاه رام الله, وجنوبا باتجاه الخليل, وضم مستوطنة "معاليه ادوميم" الى القدس حسب المخطط الجديد لأن المشروع الاسرائيلي "عشرين عشرين" اي عام 2020 يخطط لتوسيع مساحة القدس الى 100 كلم مربع بحيث تتسع الى مليون يهودي من المستوطنين!!.

والثابت ان اسرائيل تريد تنفيذ السيناريو الذي طبقته في الحرم الابراهيمي بالخليل, عندما اجاز الاحتلال لليهود زيارة الحرم الابراهيمي ثم ارتكبت اسرائيل مجزرة في داخل الحرم الى ان تم الاتفاق على تقسيمه بحيث كانت الخطوة التالية تهويد المدينة القديمة داخل الخليل...

والآن, قامت اسرائيل ببناء كنيس الخراب الى جانب 70 معبدا يهوديا في القدس المحتلة, وبعد بناء "كنيس الخراب" وهو الأكبر بين المعابد اليهودية الآن تريد حكومة نتنياهو ايجاد وسيلة لفتح ساحة المسجد الاقصى امام اليهود لارتكاب مجزرة اخرى يكون من نتائجها تقسيم المسجد الاقصى والاستيلاء عليه والسعي الى هدمه حسب خرافة اطلقها حاخام يهودي في القرن الثامن عشر زعم انه بعد بناء "كنيس الخراب" سيتم بناء الهيكل الثالث المزعوم.

الحقيقة ان القدس تحتاج الآن وفوراً وقفة عربية رسمية وشعبية متسارعة ومكثفة لأن اسرائيل وضعت مشروع تهويد مدينة المقدسات الاسلامية والمسيحية على نار ساخنة, وهي تحتاج جهدا عربيا واسلاميا ومسيحيا لانقاذ هوية القدس, ومن ينكر ذلك يجانب الحقيقة ويضعف القضية...

واذا كانت السلطة الفلسطينية غائبة عن التطورات الخطيرة المتسارعة في القدس, وتجاهلت دورها الوطني حين اعتبرت بيع عقار لليهود في القدس جنحة او مخالفة قانونية وليست جريمة, فالمطلوب من الحكومة الاردنية أن تعزز جهودها وتحركاتها واتصالاتها العربية والاسلامية والدولية لمواجهة مخطط التهويد, لأن الاردن هو صاحب الولاية على المقدسات وهو القادر على لعب دور حقيقي في مواجهة المخطط اليهودي, وقد اشار الشيخ تيسير التميمي بوضوح الى النتائج الايجابية المرضية التي كانت لوقفة الملك عبدالله الثاني الحازمة عندما حاصرت اسرائيل المصلين المعتصمين في المسجد الاقصى في وقت سابق.


Kawash.m@gmail.com

العرب اليوم