كان من بين مخرجات لجنة التحديث السياسي تخفيض سن المرشح للانتخابات النيابية إلى خمس وعشرين سنة بدلا من ثلاثين سنة ولا اعرف ما هو السبب الذي دعا إلى اتخاذ مثل هذه التوصيه التي نرى انها تنقصها الدراية والتمحيص ومؤشر النتائج.

ان الشباب في مثل هذا السن يكونون ما زالوا على مقاعد الدراسة او مبتدئين في الوظيفة العامة او الخاصة او عاطلين من العمل يبحثون بلهفة عن وظيفة تسد رمقهم.

هذا من جانب ومن جانب اخر فإن هذا السن يصلح صاحبه ليكون طالب علم او متدرب في سلم وظيفي او هاو للألعاب الرياضية او جندي مقاتل على الجبهة يدفعه الحماس ونشوة الشباب ولا يكون وصل إلى مرحلة النضج السياسي ولم يتكون له مخزون من الخبرة الثقافية والاقتصادية والسياسية والقانونية ليساهم في الأدوار التي يلعبها النائب في البرلمان من سن التشريعات والقيام بالرقابة على أعمال الحكومة واثراء المناقشات في مجلس النواب والقدرة على إيصال صوت الوطن بحصافة ودراية وعمق.

ولنا تجربة في جيل الشباب الذين ولجوا إلى مجلس النواب في سن مبكرة وكيف اظهروا عدم نضجهم وخفة وزنهم وقيامهم بتصرفات خفيفة تعكس مكونهم النفسي من التراشق بالمسبات والشتائم والضرب والتهديد وحمل السلاح وما إلى ذلك من الأصوات الناشزه.

ولو كان هناك خيارا متاحا لانتقاء السن المناسب لهذه التجربة لكان سن الأربعين مناسبا لمن يرغب في ترشيح نفسه للانتخابات النيبابية بما يضمن بلوغ درجة أعلى في العلم والخبرة والتشريع ولكان ذلك ادعى إلى بلوغ النضج السياسي واتزان العقل وبلوغ الهدف.