الدور الأردني والتقارب السريع في الشرق الاوسط
د.أسمهان ماجد الطاهر
11-10-2021 09:32 AM
لقد قام جلالة الملك عبد الله الثاني منذ بداية العام الحالي بمجموعة من الزيارات لعدد من الدول الاجنبية والعربية لتعزيز سياسة خارجية أردنية متنوعة، متعددة الاتجاهات.
يعتبر الأردن بحكم موقعة الجغرافي، الاستراتيجي وقيادته الهاشمية الحكيمة، صمام أمان لمنطقة الشرق الاوسط، لدوره التاريخي في ضمان الوضع السياسي المستقر.
من خلال تتبع التحركات السياسية لجلالة الملك عبد الله الثاني من زيارة امريكا، والزيارات المتتابعة بفترات قريبه بين الأردن وسوريا والعراق ومصر ولبنان، لا بدَّ من قراءة مستفيضة للمشهد العام.
برايي اكاد اجزم بولادة شرق اوسط جديد فهناك مواقف ومؤشرات تنبئ بتقارب سريع، حيث تشير التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط إلى حدوث تغيير كبير في الديناميكيات والتوازنات الإقليمية.
لقد اتخذت عدد من الدول العربية قرارات على أساس المصالح المشتركة في المقام الأول من خلال عمل مفاوضات شارك بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني موجها اهتمامًا كبيرًا لتأثير دور الأردن ومواقفه الإقليمية والمحلية.
حوارات صريحة بين القادة في الدول العربية المكونه من الأردن وسوريا والعراق ومصر ولبنان حول قضايا الاستقرار الفلسطيني والإقليمي. كان على راس تلك اللقاءات المتقاربة حديث موسع حول تقديم المساعدات والحوافز الاقتصادية للفلسطينيين كجزء من أي اتفاق سلام يهدف إلى تعزيز الاستقرار الدائم.
لقد كان لجلالة الملك عبد الله الثاني دورا كبيرا في تعزيز هذه التحالفات والدفع باتجاه الاستمرار في رعاية عملية السلام في الشرق الأوسط، وضمان عدم تهميش القضية الفلسطينية كاولوية من اولويات السلام في الشرق الأوسط، الذي في نهاية المطاف سيجلب الاستقرار إلى المنطقة.
في السنوات القليلة الماضية كان الوضع في الأردن صعب ومعقد بسبب موقعه الجغرافي الواقع في وسط ملىء بالتحديات، كان لا بدَّ أن يلعب دورا مهما واستراتيجي. ومن أهم القضايا الإقليمية هي الصراعات في سوريا والعراق الذي عزز المخاطر المتزايدة الأخرى التي يتعرض لها الأردن وزاد من حجم الضائقة الاقتصادية بالاردن، وقد افتقرت الحكومات المتعاقبة حتى اللحظة إلى إيجاد الاستراتيجيات اللازمة لمواجهتها.
ورغم كل التحديات السياسية والاقتصادية، استمر جلالة الملك عبد الله الثاني في القيام بدور رئيسي في عملية السلام وهو من يمتلك المؤهلات للعب دور أكبر في التقارب بين الدول العربية في الجوار.
من قراتي للمشهد العام فأن اللقاءات المتتابعة بين الأردن والدول العربية التي تمت في الاونه الاخيرة ستضمن للأردن التأكد على بعض الثوابت الذي سعى جاهدا لإرسائها جلالة الملك عبد الله الثاني على رأسها عدم تهميش القضية الفلسطينية وهي القضية الأولى في سلم اولويات جلالته.
إن الجهود التي تمت والزيارات المتتابعة بفترات قريبه بين الأردن وسوريا والعراق ومصر ولبنان، مهمة وذات بعد استراتيجي لجعل الأردن مشارك رئيسي في عملية إعادة الإعمار المتوقعة في سوريا والعراق، من جهة، ومن جهة أخرى هذه التحركات ستضمن تشجيع المساعدات الخارجية والاستثمار في الأردن للتخفيف من أزمة اللاجئين وخلق فرص عمل في نهاية المطاف، وخلق فرص تنشيط الاقتصاد.
التحركات المتتابعة قد يكون لها دور هام في توسيع التعاون الأمني والاستخباراتي بين تلك الدول والأجهزة الأمنية الأردنية لمزيد من تعزيز الاستفادة من دورها الملحوظ في المنطقة.
الأردن بتحالفاته السياسية الاستراتيجية سيضمن استمرار دعم الأردن اقتصاديًا وسياسيًا للحفاظ على حليف مستقر في منطقة شديدة الحساسية.
واخيرا، لقد توقع بعض السياسيون في الولايات المتحدة الامريكية استمرار الأردن بلعب دور اقليمي خلال السنوات الأربع المقبلة على الأقل، حيث إن الملك عبد الله الثاني يتبع نهج أكثر تماسكًا تجاه القضايا في الشرق الاوسط كالقضية الفلسطينية، والأزمة في سوريا.
a. altaher@youthjo. com