بر الحسين بوعده للعرب الفلسطينين وغادر مكة الى العقبة ومنها الى عمان عاصمة امارة شرق الاردن وكانت غايته الاجتماع برجال فلسطين ومفاوضتهم بمشروع المعاهدة فوصل في 18 كانون الثاني عام 1924م .
وانتدبت اللجنة التنفيذية العربية في القدس وفداً لمقابلة المغفور له الشريف حسين بن علي ممثلة بموسى كاظم الحسيني وامين التميمي وحافظ طوقان وشكري التاجي وعوني عبد الهادي .واجتمعوا بجلالة الملك وبحثوا بمشروع المعاهدة والتي نشرتها حكومة فلسطين في حينه ، فقال لهم المغفور له : انه لا يعاهد عهداً ولا يبرم أمراً بشأن فلسطين ومصيرها قبل أخذ رايهم ونيل موافقتهم وانه ينزل على ارادتهم ويتبع قراراتهم شريطة أن لا تخرج عن دائرة الحكمة والرؤية واقترح عليهم أن يضعوا ميثاقاً وطنياً يضمنونه خلاصة مطالبهم وأمانيهم ليعمل على تحقيقه .وقامت اللجنة التنفيذية الصهيونية بعمل مماثل فأنتدبت الكولونيل كيش وكبير حاخامي اليهود في فلسطين يحملون مضبطة لتسليمها الى جلالته وقد خطب الكولونيل أمام جلالته وتمنى ان يتم الاتفاق بين العرب واليهود على يده.
فرد عليه جلالته واني أقتبس نصاً منه : لقد قلت ما يجب أن يقال في معنى الجواب على خطابكم والعريضة المرسلة الي من اللجنة الصهيونية على يديكم والتي تليت بحضوري الان في جواب قيل لحضرة خام باشي الموقر .ولكن علاوة على ما سبق اقول لكم انه من الواجب خدمة البشرية والسعي للمساواة بين ابنائها اللذين جعلهم الله في ذمتنا وتحت رعايتنا ....الخ واضاف يجب ان تعلموا كيف تحتم الاستماتة في سبيل ما استهدفنا اليه وان نضحي من اجله كل عزيز ولا نسمح بالنكوص عن ذلك والرجوع عنه وقال ونحن العرب احرص الناس على الشهامة والوفاء.
والمهم في جواب الحسين قوله ان العرب الذين حاربوا الاتراك – رغم روابط الدين الاسلامي التي تربط بين الشعبين من اجل الحصول على استقلالهم مستعدون أن يحاربوا أية دولة لتحقيق الهدف ذاته ومن الجدير بالملاحظة العرض الذي تقدم به المغفور له الا وهو اقامة اليهود بين العرب كمواطنيين عاديين لا يطمحون الى اقامة دولة خاصة وكيان منفصل ولكن اليهود لم يكونوا مستعدين للتخلي عن اطماعهم . ولكن هذه الكلمات كانت تضايق الانجليز ومن اقامته في شرق الاردن واجتماعه بزعماء فلسطين والتي طلبت منه مغادرة شرق الاردن وتم مغادرة جلالته عمان في 24اذار 1924م عائدا الى الحجاز.
هذا ما كان بعض من بر الحسين للفلسطين والذي نراه الى اليوم وما اشبه اليوم بالامس والهاشميين يستهدفوا من فتنه وغيرها وهذا ما سمعناه بالايام الماضية ولن تتوقف هذه الفتن والكلمات المشوهه بحقهم ولكننا سنبقى متماسكين يدا بيد ولن نقف عند فتنة من فتن كثيرة مدفوعة الثمن..