نعم للحدائق والتنزه ثقافة، ربما لا يعرفها الكثيرون في بلدنا ليس لاننا نفتقد الى الحدائق الكبيرة مثل الميادين الواسعة في اوروبا ومعظم دول العالم بل لأننا لا نحسن التعامل مع البيئة ولا مع الطبيعة.
يتنزه الناس فيتركون مخلفاتهم خلف ظهورهم ولا يكترثون مع معرفتهم ان غيرهم سيأتي للتنزه في ذات المكان وربما هم انفسهم يعودون الى ذات المكان فيلعنون من فعل هذا متناسين انهم من فعل!
في اوروبا يحافظ الناس على نظافة المكان وبصراحة هنا في اوديسا المدينة السياحية الجميلة على البحر الاسود كنت ان اشعلت سيجارة احتار اين اذهب بها بعد ان انتهي منها لانني ان القيتها على الطريق اشعر بانني غريب ويعرف المارة انني لا انتمي الى هذا المكان واشعر بان نظراتهم تلسع وجهي فاخجل.
هذه ثقافة المحافظة على نظافة المكان لكن الاهم نظافة سلال القمامة حتى هذه تستكثر ان تلوثها بشيء من المهملات غير المناسبة.
تنشر البلدية مئات السلال للقمامة وكل لون له أشياء تخصه لخدمة الفرز في عملية تدوير القمامة.
تأخرنا في الاردن كثيرا في انشاء مصنع لتدوير القمامة وهي عملية اقتصادية ذات فائدة كبرى.
اسألوا الدين يطوفون على الحاويات ليلا لجمع علب المشروبات الغازية الفارغة كم هي ذات جدوى اقتصادية مهمة.
ثقافة المحافظة على البيئة لا يلزمها عقوبة ولا غرامة على اهميتها بل يلزمها اخلاق تبدأ كمقرر اساسي منذ الصفوف المدرسية الاولى.
اعرف البلد المتحضر من نظافة الشوارع والحدائق العامة.
حدائق بابل في عمان من الإسمنت وليست من الورود. للتعريف.. حدائق بابل المعلقة هي إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وهي العجيبة الوحيدة التي يُظن بأنها أسطورة.
عرفت عمان هذا النوع من الحدائق لكن باختراع مختلف لا أظن أن العالم عرفه بعد، ومع السنين وربما بعد ألف سنة إن كتب الله لهذه الحدائق البقاء على ما هي عليه الآن بلا روح ولا مصير أظنها ستترشح لأن تكون من عجائب الدنيا السبع، طبعا اليوم تنضم حدائق جديدة الى هذا التراث، لكن على طريقة الجسور المعلقة والفضل في هذا الابتكار هو لمشروع باص التردد السريع، أقول إذا كان بإمكان أمانة عمان أن تعلو بمثل هذه الأعمدة والجسور لتعانق السماء من أجل عيون باص التردد السريع فلماذا لم تفعل ذلك لحل أزمة السير، باخترع حدائق عمان الإسمنتية.
أحيانا أعذر اختفاء ثقافة التنزه النظيف فلا حدائق يكبر معها الأطفال ويحترمونها كبارا.. هي ثقافة لا أكثر.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي