تذكرت بأنني أحمل شهادة ما في الفلسفة وعلم النفس مما يؤهلني نسبيا للحديث حول مرض نفسي يندرج تحت قائمة أمراض الاكتئاب يسمى ب (الاضطراب ثنائي القطب)، حيث يعاني المريض من تبادل حالات الإكتئاب الشديد مع الفرح الهوسي غير المبرر. في حالات الإكتئاب قد تصل الحالة الى محاولة الانتحار، وفي حالات السعادة والفرح الهوسي، يقوم المريض غالبا بتصرفات طائشة، وقد ينفق أمواله على موضوعات تافهة.
بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن شعبنا العربي المتمطّي فوق قارتين وبعض الجزر المسلوبة أو المصلوبة، أقول بأننا نحن الشعب الوحيد في العالم الذي استطاع أن ينقل هذا المرض من حالاته الفردية الوراثية المحدودة جدا بين الأشخاص، الى حالاته الجماعية التي تصيب شعبا بأكمله، بقضّه وقضيضه.
الحكومات العربية-والاستثناءات نادرة-هي المصابة الكبرى بهذا المصاب الجلل. ولن أكلف نفسي كثيرا عناء اثبات هذا الأدعاء. صحيح أن البينة على من ادعى، لكن البينات واضحة تماما، ومرمية على قارعة الطريق، وهي ممارسة يومية عملية حية للحكومات العربية في كل يوم وكل ليلة. في العالم العربي وفي بيان التشكيل الوزاري الأول، تسمع تطمينا مبالغا فيه عن الحالة المالية للدولة، لدرجة أنك تعتقد أنك تعيش في سويسرا، لولا مرور «فاردة» عرس من قربك، الجميع فيها يطلق النار-من شدة الفرح والابتهاج-بكثافة الى ان تصاب العروس او يموت العريس او بعض المجاورين.
ثم تشرع الحكومات على صرف ما في الجيب انتظارا لما في الغيب، ثم فجأة تسمع وتقرأ بأن الديون الخارجية ارتفعت بمتوالية هندسية بعد ان صرفت الحكومات ما في الحيب والغيب.ثم تشرع الحكومات العربية في التذمر وتدخل في حالة من الاكتئاب الشديدة.
العلاج:
رش الوطن العربي بشكل دوري – حسب ارشادات الطبيب-بأملاح الليثيوم أو الكوبيتارين أو أي عقار جديد معتمد عالميا في علاج مرض الاضطراب ثنائي القطب.
الدستور