اذا استثنينا الدول المتقدمة " أوروبا، امريكا، كندا ، استراليا"
فإن علاقة المواطن بالسلطة تشوبها شوائب نسبية تصل في حالات إلى القطيعة والمواجهة الدموية ، بينما هي في حالات أخرى تقوم على شد الحبل . لكن بالجملة فإن السلطة هي التي تمسك بزمام الأمور بقبضة حديدية نارية ، وقبضة اقتصادية تجويعية قهرية في حصص إشغال مستمرة ، ناهيك عن اللعب على الحبال السياسية في الاستخدام والاستزلام والشراء واغتيال الشخصية والتحجيم والتقزيم والنفش والتلميع ضمن مسلسل إعلامي في التباكي على الوطن وأعداء الوطن وتكليف شعراء التكسب وأصوات المداحين والمنافقين ونثر العلف للقطيع كل بحسب سعره في السوق السياسي . ولا يغيب عن بال الإدارة " التي تضع نفسها في الأولوية وليس الوطن والمواطن " استخدام الإعلام بطريقة سمجة غبية مكشوفة ومفضوحة لا تليق بشعب يعيش عصر التكنولوجيا والفضائيات. فالجزرة والعصا واضحة في سياسة السلطة فالإغراء موجود ، كما السجن موجود ، والتهمة جاهزة ، والفبركات سهلة . ولا يغيب عن السلطة اللعب على التناقضات السياسية والطائفية، بل حتى استخدام المخدرات والمدمرات في صورة لا يبتعد عنها اللحم المكشوف الذي تنخ له شنبات أبي عنتر وكل من نقش على عضلاته " باطل" .
ولا تستبعد السلطة دراسة الحالة النفسية للناس عبر خبراء القياس في هذا المجال للنظر في توصياتهم في استمرار الضغط أم فتح الشُباك لتسريب مقنن للأكسجين عبر التقاط صورة مع غلبان أو علاج حالة إنسانية كلها للتمثيل وليس لأن الوحي الإنساني قد هبط فجأة وحل العدل مكان الظلم والقهر .
أغلب الشعوب مقهورة وعاجزة وتمارس اللطم والعويل وهنا يتم استحضار الدين ليخفف عن المقهورين جزءا" من الألم كما كان يجري في العصور الوسطى حيث تواطأ رجل الدين الأوروبي مع الاقطاعي المتغول .
تختلف الأسماء ولكن المضمون واحد . والأهم في المشهد أن الطرفين عارفان وفاهمان لما يجري دون غبش ولا مواربة .
والسؤال : كم ستستمر هذه اللعبة ؟ القابضون على السلطة ظنوا في كثير من المراحل أنهم " إلى الأبد يا ....." لكنهم يفاجؤن بين الفينة والأخرى بأن الأبد قد قطعه ملك الموت أو غاضبٌ أمام منصة أو شخص طفح عنده الكيل فلم ينتظر محاكمة بل احتكم إلى ممارسة أربعين سنة من القهر فقرر الانتقام من الظالم في عبارة مجاري، أو الهروب من الشعب كما فعل صاحب تونس أو شاه إيران الذي انتهى مفعوله وصار استخدام القادم الجديد أولى من النظر في سجل خدمات العميل الذي لم يجد له قبرا" في بلده ولا بلاد أسياده الذين كان يتلقى منهم الأوامر .
سيبقى جدل المواطن والسلطة مستمرا" وستبقى الخيارات مطروحة فليختر كل طرف ما يريد .