من قيصر واشنطن إلى دمشق وعمّان!
باسم سكجها
09-10-2021 09:47 PM
ليس جديداً معرفة أنّ العلاقات الأمنية مع سوريا، وتبادل المعلومات، لم تنقطع في يوم من الأيام، ولكنّ الجديد أنها أعلنت رسمياً من مدير المخابرات العامة، ولم يكن جديداً أن نعرف عن تنسيق عسكري في المناطق الحدودية، ولكنّ الجديد كان قبل سنتين، حين أعلن ذلك رئيس هيئة الأركان.
حتّى العلاقات السياسية بين البلدين، فقد حافظت على الوجود، فالسفارتان لم تغلقا أبوابهما، ولكنّ السياسة ظلّت تحمل أبعاداً تتجاوز المحلية والإقليمية، وهذا ما أدّى إلى تباعد مفهوم، وصحيح أنّه جرى بعض تراشق بالكلمات، ولكنّ الاحتواء السريع كان سيّد الموقف.
سوريا حافظت على شعرة معاوية، وذلك قول مأثور في السياسة خرج أصلاً من دمشق، والأردن ظلّ يتحدث عن الحلّ السياسي، وفي مطلق الأحوال فعمّان لم تستضف ما كان يسمّى بالمعارضة السورية، كما ضُغط عليها، وسوريا لم تعبث بالأمن الأردني، وعلى العكس فقد كانت تُشكّل قواتها حين تكون على الحدود، مانعاً مسانداً لنا في منع تسلل الجماعات الإرهابية.
ولم يأخذ قبول جلالة الملك تلقّي إتّصال الرئيس السوري بشار الأسد حقّه في الإعلام، لا المحلي ولا الإقليمي ولا الدولي، ولكنّ الوقائع على الأرض كانت وما زالت مهمّة واستراتيجية، تشي بعودة مدروسة، للعلاقات الطبيعية، وأكثر من ذلك، فالاردن هنا يفتح بوابة واسعة لسوريا للدخول مجدداً إلى العالم.
الكثيرون يستعيدون قانون قيصر، باعتباره عائقاً، ولكنّهم لا يذكرون إنّ دونالد ترامب هو وقّعه، وأنّ مياه البيت الأبيض لم تعد تجري في قناة الرئيس الأميركي النزق السابق، وأنّ ذلك الرجل الذي طال ما ذكّرنا بقيصر روما، لم يعد موجوداً هناك، وأنّ العلاقات الدولية باتت تأخذ أشكالاً جديدة من استراليا إلى كابُل إلى بغداد إلى أوروبا، وغيرها بالطبع.
الأردن كان بوابة عودة مصر إلى الجامعة العربية، وهو البوابة نفسها الآن لعودة سوريا، في استشراف استراتيجي مبكّر، وصحيح أنّ هناك قضايا كهرباء وماء وتبادل سلع ومرور شاحنات، وكلّها حيوية، ولكنّ الصحيح أيضاً أنّ هناك بنية جديدة للسياسة الدولية، أو فيس القليل الإقليمية، ستظلّ عمّان جزءاً منها، والكلام يطول، ولكنّ للحديث بقية !