ليس التحرش فقط جنسياً ، فعندما يمارسون سلوكيات شاذة بأمراضهم المختلفة اتجاه الأنثى في الشارع أو المكتب أو في وسائل النقل ، قاصدين إهانتها والتقليل من شأنها وكسر كرامتها وإحراج وجودها لتصبح ذليلة مكسورة تمارس الخضوع والخنوع لأولئك الذين يحاولون إشباع رغباتهم الحيوانية ، وبحجة الإثارة والسفور أو الحرمان والنفور من الآخر يرتكبون جرائم تشوه المجتمع وتكسبه إعاقات لم تكن موجودة.
لقد وجدت القوانين والأنظمة والأعراف في مجتماعتنا بهدف تقديم حلول للردع والعقاب ومحاكمة المتمردين والمتحرشين في الجرائم الجنسية لكل من يتقدم بشكوى ذكر كان أو انثى ، فهذا النوع من الممارسات يقوم على الشذوذ الشديد .
التحرش الفكري …
ليس مصطلح جديد بل هو موجود، ويمارس أصحاب هذا المرض الشاذ تحرشهم الفكري بشكل واضح ، نرجسيون بسلوكهم التحرشي فهم يغتصبون التفكير ويقمعون أصوات الناس بل يمارسون شذوذا فكريًا بفرض آرائهم وأنها غير قابلة للنقاش أو الاعتراض ، تحرش فكري يمارس فيه القلم المسموم دبلوماسية والمذياع المسموع خداعة والشاشة المشاهدة لعب الأدوار، يمارسون كل جرائم الشرف الفكرية بتلويث فضاءات الحياة لتتناسب مع كل ما يناسبهم ، إن التحريض الفكري وتغيير المفاهيم وإحلال المزيف مكان الأصيل في المجتمعات ما هو إلا تحرش صارخ غابت عنه القوانين الرادعة ولا يوجد أي قوة يمكنها الوقوف في وجه تلك الممارسات طالما رضخ الناس وسلموا حرية التعبير لتسجن وتعلق مشنوقة على خوازيق التحرش الفكري الممنهج .
التحرش السياسي …
لم يكن المقصود في هذا النوع ما تتعرض له الأنثى في أروقة المكاتب السياسية أو من السياسيين أو التظاهرات أو ميادين فهذا مفهوم خاطئ ، إنما ظهر التعبير في بدايته من قبل بعض وسائل الإعلام العالمية يذكرون تحرش زوارق حربية بناقلة النفط أو بسفينة تجارية ، وهنا تكمن أهمية فضح ما وراء هذا المصطلح من تحرش الدول العظمى بالصغرى أو تحرش سياسي بين أقطاب السلطة السياسية في الدول والمنظمات الدولية والإقليمية ، التحرش هو لا يزال ذاك المفهوم الدال على الايذاء بقصد الإذعان بمعانيه الكبيرة والصغيرة ، هو الانصياع والخضوع والانهزام هو تدمير الكينونة لدى الفرد أو الجماعة وحتى الدول ، كم هو صعب العيش في حالة من الهيجان اللامعقول واللامفهوم اللامسؤول من قبل من يمارسون التحرش السياسي ، بهدف إخضاع الجميع لرغباتهم وتحقيق أهدافهم ، كم هو مؤلم ان تغتصب إرادة الناس من المتهورين والموتورين والمبتورين دونما أي رادع لإيقافهم وتأديبهم ، هل أصبح التحرش مسموح سياسيًا وفكريًا.
التحرش السياسي والفكري …
يمارس عالميًا تحرشًا فكرياً وسياسياً ، لا بل يغتصب كل يوم تفكير ويشنق رأي المعارض من أجل التغيير الصحيح .
لا يحق لإي شخص أو مجموعة خدمتها الظروف أن تشرق وتغرب كمًا يحلو لها ، فالدين لا يمثله حزب أو شخصيات سياسية والوطن لا يقتصر تمثيله فقط على من اعتلوا منصب أو منصة ليتحدثوا باسم الشعب ، المواطن ليس أنت فقط هنالك آلاف بل ملايين الشباب والشابات لا أعتقد أنهم استسلموا لثلة من الآخرين وثلة من الأولين، الرفض لكل أشكال التحرش، لن يكون بقانون جديد أو تصريح وحيد بل هي البداية كما لدى كل الشعوب .
حمى الله أوطاننا وحمى الله الأردن ومليكه وولي عهده وعاش الشباب .