قصص قصيرة: متاهة الريح والنهار والرمل
حسين دعسة
08-10-2021 11:35 PM
كانت تتحرك بين الناس،عيونهم في اثرها،تتلوع وتبكي محتارة، طفلة لا تدري من أمرها، انها صغيرة، دائمة الفزع.
في طريقها إلى الكتاب،
صدمت اغصان شجرة لبلاب متدلية، ظن العامل الذي يسقي الشجر، ان الطفلة تحدث الشغب.
.. وهكذا أصبح «شغب» ينال من حكايتها، كل يوم.
عندما تعبت مدت يدها، كأنها على منصة مسرح.. والقت خطاب الحب.
كان بعيدا يراقبها، هو الذي يجب ان يقرأ، كتب لها عن ما تبقى في النفس وما يلوح في قلبه ،احساس انه يقوم من نوم الفجر الى صلاة.. ثم يغفو وتأخذه السجادة،كأنها بساط الريح نحو البحر،تتوقف، ينهار ويفقد الوعي.
يبسط فراش الليل وتشرق الشمس،يراها في الابيض المزدهر.:
.. سمعت، كنت اشاغب رموش عيني، افرك بعصبية، صورتك، طيفك يداعب جفن شاهد، غفى وانت على لسان ام كلثوم، ترقصين، وصوتك ينام على مخدتي:
.. «ليه تلاوعيني ونتي نور عيني.»
.. وجدت طيفك، ظلال حارة من أثر قبلتك،.. ونمت، همس حولي كالغناء يحتل منامي:
- "ايه جرى... ايه جرى بينك ف الهوى وبيني.. ليه تلاوعيني....؟
.. ثم كان، ان احترت، لا أثر لأحمر شفاة، احس بها عطر ليمون وبلسم ودموع تفيض، فأقضم تفاحة التقاء طرف اللسان.. وتغادرني مع وردة حمراء.
وعندما يتوقف القلب، يراقب بهدوء السحرة اعلى شفة احرقت عنقي!
.. عيونك تناديني، طيف خارج من كليلة ودمنة، يغني:
..«لما حبيتك و انضنى حالي
انعدم نومي.. وانشغل بالي
لييييييه تلاوعييييييينى..؟.
صوت أهات.. مشينا.. نتأمل لسع برد، وكافور، وحمى.. يحدثني، ويعشقني.. فألاحق حزن الطفل في مفتتح القصة:كتبت عنه لانه طلب مني ذلك.. قلت ليكن، تجربة.
واخبرني بكاء ورقة من كتاب عتيق:
-أرأيت كيف ينال مني الرصيف، الشجرة، موج السلسلة، مرشدي، عيناك قمر يذوب بين أصابعك يتوالد.
واطلب منك النوع نحو الجنون، الصراخ، واحدثك عن شهر فائت، غاب في قمر الروح، وحدثني عن كيف جاد العطار بلمسة مساء الجمال.
حدث ذلك في
الخميس تمام الساعة 1:30 صباحا.
عالمي الأزرق يذكرني، واني انا من كتب:
- لقد أرسلت البريد، هيا لنخرج من دار الجني.
كان ياما كان... ورد ورمان
..سمعت الجني ينحاز لوقتي:
- صباح الذي ليس كمثله - صباح.. حبيبتي.
-اخبار اللبخات.
انقطع المشهد، كان صبي العطار يلومني على وصفه ممنوع تداولها، لبخة الجن الأحمر، ومع ذلك قلت
-. لا صباح دونك، ولا صوت يعلو على صوتك. همسك، تفجرك بالحنان والضحك.
-... النوم سلطان العاشقين. معقول.
... يا رب.
بهدوء نجار يتفقد فأرة الخشب، قلت:
للمرة الالف، بعد ليلتي هذه اطلب من السياف ملاحقة الجني.
-لقد أرسلت
-قطع الفيس والماسنجر والواتس في كل العالم، يا دوب وصل الان.
.. مع القصة..
كنت في متاهتك، وانا اقص بعض أغصان اللبلاب،
وتابع صديقي الجني هروبه، أراه الان، يتسابق مع غيبوبة عالمه السري، إنه يعيش متأرجحا بين الوقت ورسائل الأزرق، يتلصص، يسير في قلق، حياة تأرجح البندول.. اخرجته من الملة الصالحة، ولكنه يجلس معي احيانا لنتتبع رسائلك.
لدهشتنا جميعا، كشف لي عن بريد خاص بالجن(...)، فقال منتشيا:
-أشعر براحة أكبر لكوني ثنائي الحياة، بين عالمي والأرض، الجني يعتاد أكثر وقد اعتدت ، وشعرت نوعاً ما أنني كنت أفتقر إلى رغبتي للنساء وحبي للنساء والآن تغيّر كل شيء، لماذا لا أخاف من رسائلكم في هذا الفضاء؟.
وأنهى كلامه، تلفع الوهم، صرخ يضرب شاشة الكمبيوتر:
-كارلا تعود، تتجول في عالم كم انها خطيرة يا حبي.
حديثه، وهو يتصرف، بعشوائية أمام البرد، شتت ذهني،.
انتاب بريدي اضطراب، دخلت الجنية السوداء كارلا، نفسها، بكل فجورها، اغواءها للنمل وللنحل ولعيون التي أصابها عناء، مسحت البريد، قالت:
-"أنا الآن أفتخر بهويتي، في عالم كم الذي يسبب الاضطراب والكأبة.
.. كتبت تودع صديقي الوهم الجني الصالح:
-.. كنت اقول لك انني أفتخر بحياتي.... ، وأشعر بقدر أكبر من الحرية، لأني في السابق كنت أشعر بالخزي لكوني شاذة،فقد تاهت أعضاء مكوناتي بين الريح والنهار والرمل..
(الرأي)