بالرغم من تحفظي على نوعية الخطاب الاعلامي لبعض الوسائل الاعلامية المرئية المكتوبة والمسموعة والصحف والمواقع الالكترونية وعدم اقتناعي لبعض ما تقوم به من تمجيد لبعض الشخصيات الغامقة ، واغفال دورها وواجبها المهني المطلوب ومحاولاتها اقصاء الاقلام التي فرضت نفسها في ظروف يحتاجها الوطن ، إلا انني اؤمن بالحقيقة التي تقول : لو كان لدى بعض هؤلاء توجهات حقيقية لتوجيه اقلامهم لخدمة البلد واخلاص النية بالمطالبة بالعدالة والاصلاح واجتثاث الفساد وغيرها من القضايا ذات الأولويات الوطنية لما كانت لغتهم لغة التأزيم والانفعال والخطابات التي تسوق لبطولات وهمية بعدين كل البعد عن واقعنا وحاجاتنا .
على مدار التاريخ البشري كان القلم ومايزال صانع الاثر الأعظم والأهم والأكبر والأخطر حرباً وسلماً بناءً وهدماً حركة وحراكاً ، فهو صانع المواقف ومؤجج العواصف وهو الإثارة والمواقف ، وهو النور والنار وهو الحرب والسلام والوفاق والشقاق والنفاق أيضاً ، نعم هكذا هو القلم وهذا ما يمكن ان يجهلة البعض بل الكثير من الوسائل الاعلامية الصفراء ....
الوطن والمواطن اليوم يا سادة يا كرام بحاجة إلى اقلام وطنية تعزز مسيرة الخير المرجوة دون مدثر ولا مزمل ، والوطن اليوم بحاجة الى خطاب اعلامي موجه للكشف عن ابنائه الأكفاء الفاعلين ، الوطنيين الشرفاء ، الذين يتقبلون الرأي والرأي الآخر ، المنصهرين في ولائهم وحبهم لتراب هذا البلد ، واليوم ايها السادة لسنا بحاجة الى اي خطاب تأزيمي يؤجج المشاعر على كل شاردة وواردة ، اليوم يا سادة يا كرام لسنا بحاجة لتمجيد الاقصائيين والقطع الاثرية والعقول المتبلدة والاسماء الصدأة والتي مكانها هو المتاحف والمصحات .
لنتجنب من الان محاولات الإساءة التجريحية الممنهجة إلى بعضنا ، ونغرس أو نعزز بدلاً منها قيماً إيجابية قوامها الحب والاحترام والتقدير للآخر، واحترام آرائه المخالفة لتوجهاتنا طالما لا تتجاوز سقف الوطن.
يجب ان لا نسمح للإساءة المقصوده مهما كانت بأن تغزو وجداننا، وتلهب عواطفنا، ونشحنها بالغضب الأحمر، والحقد الأسود؟! وأنك لا تستطيع أن تفرض آراءك إلا بالاقصاء او بالاساءة على كل من حواليك، وإرغامهم على السير بركابك ، فهذا ما نسميه إرهاباً فكرياً أو عسفاً تسلطياً أو عنفاً قمعياً! لذلك فالإنسان السوي يستطيع أن يسوّق الفكرة النيرة، والرأي الهادف، والمقترح البناء بطرق موضوعية، ووسائل حضارية بعيداً عن استعداء الآخر، وكهربة الأجواء بينه وبين الاخرين .
علينا ان نعلم يا سادة يا كرام ان الوطن ليس حزباً ، وليس مكاتب ووزارات ، الوطن مساحة تبيض بالحياة ، تولد فيها الاحلام وترسم على ملامحه السواعد المنصهرة في حبه وولائه المقدس ، والوطن هو عنوان وجودنا ، فدعونا نفكر كيف نكون نحن عنوان وجوده ...
والله المستعان