قراءة سياسية في المونديال
موفق محادين
29-06-2010 05:53 AM
لم تكن كرة القدم يوما مجرد لعبة رياضية ولم تصبح شعبية لان الناس ارادوها كذلك ,فقد كانت منذ البداية ظاهرة ايديولوجية ثم سياسية مبرمجة, وتعود الى حضارة المايا قبل ان تصبح لاتينية وكانت شديدة الصلة بالطقوس الوثنية الشمسية التي اخذها الانجليز عن الاسبان وتبعتهم الدكتاتوريات المختلفة حيث ازدهرت كرة القدم ضمن مجموعة من الوظائف السيكولوجية.
فمن تصريف الاحتقانات الشعبية على الملاعب بدل الشوارع الى صرف الانتباه عن القضايا الكبرى الى دمج الطغاة والفقراء في مشاعر وهويات وطنية وهمية ضد الاخرين. وليس مصادفة ان الفضل الاول لازدهار كرة القدم في بلدان امريكا الجنوبية والمانيا وايطاليا واسبانيا والبرتغال وغيرها يعود الى العهود الدكتاتورية.
هذا عن كرة القدم عموما, التي تشغفني حبا مثل كثير ابناء الطبقات الشعبية, اما المونديال الاخير فيكاد يختصر المشهد السياسي العالمي كله بين قوى هابطة وصاعدة ومهزوزة.
فأما القوى الصاعدة فتمثلها امريكا الجنوبية وآسيا, واما القوى الهابطة فتمثلها القارة الاوروبية العجوز كما يقال, واما القوى المهزوزة فهي بقايا اوروبا الشرقية وافريقيا والانجلوسكسون (امريكا خصوصا) ومن مؤشرات ذلك:
1- تأهل كل منتخبات امريكا الجنوبية للدور الثاني اضافة لليابان وكوريا الجنوبية من آسيا.
2- سقوط الفرق الاوروبية الكبيرة غير الايبيرية مثل ايطاليا- فرنسا- الدنمارك, وخروج امريكا من الدور الثاني بفوز واحد من اربع مباريات
3- ويلاحظ من كل ذلك:
سقوط الفرنكفونية, ازمة الانجلو سكسونية وصعود الايبيريه (اسبانيا والبرتغال) التي تشترك مع امريكا الجنوبية في الثقافة واللغة والمصالح ايضا.
4- ايضا ومقابل ازمة الدولار واليورو فان بريق الذهب وصعوده يذكر بتقاليده عند الايبيريين (اسبانيا- البرتغال وامريكا الجنوبية).
5- ومن الملاحظات والمؤشرات المهمة فيما يخص العرب, فلم يكن المنتخب الجزائري سيئا رغم خروجه, لكن الاهم من ذلك كله هو احتضان جنوب افريقيا لهذا المونديال وعدم تأهل دولة العدو الصهيوني له اصلا, فجنوب افريقيا قبل تحررها من الحكم العنصري كانت صورة طبق الاصل للكيان الصهيوني الذي لا يفزعه شيء مثل غزة وحزب الله سوى ما انتهت اليه جنوب افريقيا.
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
العرب اليوم