ملعون أبو النقد البناء أحياناً
احمد ابوخليل
29-06-2010 05:50 AM
الصيغة الدارجة لمفهوم "النقد البناء" في بلدنا جعلته يتضمن الكثير من "ثقل الدم" و"الغلاسة". والرسميون عموماً يفضلون "النقد البناء" وفق المواصفات المعروفة التي تكفل أن لا يتضمن أية صورة من المساءلة أو المحاسبة.
وبحسب هذه المواصفات على الناقد نقداً بناءاً أن يَحْذَر من توجيه أي لوم للمسؤول وبدلاً من ذلك عليه أن يبحث له عن الأعذار, ولا يجوز أن يقول له أنه كان يمكن تجاوز الخطأ, أو أن هناك من نبه مسبقاً إلى هذا الخطأ, أو ان المخاطر كانت واضحة قبل الوقوع في الخطأ, بل حتى لا يجوز أن تُسمى أي ممارسة لأي مسؤول خطأً, وذلك مهما انطوت على حماقات, إن المسؤول وفق شروط النقد البناء لا يخطئ بل يواصل الاجتهاد وعلينا أن نوفر له المزيد من الفرص. وفي النقد البناء الاحترافي يمكن في بعض الحالات المدروسة تطبيق قاعدة "بلاش فضايح", ولكن كما قلنا فإن هذا المستوى من النقد البناء مقتصر على المحترفين فقط.
كل نقد آخر غير هذا الصنف من النقد هو "نقد هدام", والذين يمارسونه علينا دوماً أن نبحث عمّن "داس لهم على طَرَف" أو مَن "عَصّ لهم على ذنب", أو على الأقل عن الشيء الذي "يحرق بَصْلتهم". إنهم يعشقون "التنغيص على المنافس", وهذه العبارة هي النسخة الشعبية للمفهوم الرسمي الشهير: "وضع العصي في الدواليب".
بالمقابل انظروا إلى ممارسي النقد البناء كيف يواصلون تسليك كل الدواليب حاملين معهم ما يكفي من شحوم يزيتون بها براغي أي دولاب يتعطل, وبأيديهم الطاهرة يهفهفون ويكتكتون ويُمَسحّون كل ما هو بحاجة للهفهفة والكتكتة والتمسيح على التوالي.
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم