انه الحلم الحقيقي أثناء اليقظة وليس حلم النائم أثناء الأزمة وهو ليس اضغاث احلام مبعثرة ولا اماني غير معتبرة ولا صراخ وعويل يملأ المحفظة ولا تجاهل لخواطر مشتعلة وإنما امل وطموح مبني على العظمة وخروج من أرضية الشفقة وقلة النفقة وتطلع إلى الوقوف على العتبة لبناء مجد وسمو تعلو به الانفة وتزدان به البصمة.
الحلم ان نرى رجال دولة تفتخر بهم الامة وبعلمهم تنقشع الغمة وتعلو الهمة وبعزيمتهم تتحقق الانجازات الخصبة وبامانتهم نقضي على الغمة وبصدقهم تزول كل ثغرة ويتحقق البنيان الذي ليس له كبوة.
الحلم ان نرى الاستقامة هي المظلة والنزاهة هي المجنة والاخلاص هو الخزنة والعمل الجاد هو المبرة والحوار هو اللغة وحسن الاستماع هو القبضة وطيب الكلام هو الفدية.
الحلم بالبحث عن الموهوبين واستقطاب المتفوقين وتعيين المتعلمين واجتثاث الفاسدين وطرد المرتشين وابعاد المتكاسلين وبعث العاملين الساهرين وتولية المخلصين ونبذ المنحرفين.
الحلم ان نرى بلادا نظيفة شوارعها انيقة واحياؤها رتيبة وشعبها ملتزم ويقبل النصيحة ويحترم القانون وكل قاعدة جميلة ويغار على مصلحة بلده بكل يد رشيقة وفكرة سليمة.
الحلم ان نرى مسؤولين يحافظون على العهد والوثيقة ويلفظون كل سيئة ورديئة ويحرصون على الوقت والإنجازات الرصينة وضمائرهم حية وقوية وامينة.
الحلم في اقتصاد قوي لا يقبل الدنيئة وتشغيل للناس وابعادهم عن الرذيلة ومساعدة الفقراء دون منية ووضيعة ومؤسسات تنتج وتباهي مثيلاتها في البلاد القوية وخدمات محسنة وبديعة ورفاهية وحياة مرعية وعلم وآداب توعوية وجامعات شامخات ابوية وعلماء يؤدون الواجب دون تبعية.
هذا الحلم امنيات واقعية وليس تمنيات صعبة نخبوية وتحقيقها ممكن بكل سهولة وعفوية.