كثيراً ما نواجه سؤال "كيف حالك؟ فنرد دون تفكير، "بخير". ولكن السؤال هل فعلا نحن بخير؟ ماهو الخير الذي نتحدث عنه؟ ليس من عادتي أن أرى الأمور بتشاؤمية، ولكن هل فعلاً نحن بخير؟
لو تأملنا للحظات مايجري حولنا من: أخطاء طبية، مخرجات التعليم الضعيفة نوعا ما، البطالة، البطالة المقنعة، الفقر، الفساد و و و و .....
القطاع الصحي، لسنوات مضت، كان الأردن يفاخر بسمعة قطاعه الطبي المتقدم وتوافد العرب إلى مستشفياته للعلاج. لكن هذا القطاع اليوم على المحك، بعد تراكم الأخطاء الطبية القاتلة، التي أودت بحياة أربعة أردنيين، ثلاثة منهم أطفال خلال يومين فقط، وسط ذهول الشارع وغضبه، ومطالب برلمانية بإقالة وزير الصحة وإصلاح الخلل الكبير الذي تفشى في المنظومة الطبية.
ووفقاً لمراقبين، فإن الأخطاء الطبية لم تعد تقتصر على المستشفيات الحكومية، بل تسللت إلى المستشفيات الخاصة. ما يشير إلى وجود خلل في مخرجات التعليم الجامعي الطبي.
أما القطاع التعليمي، فهو يؤدي دوراً كبيراً ومميزاً في إحداث التنمية الشاملة على مختلف الصعد والمجالات، ولكنه الآن أيضاً على المحك، فنحن بين التفاخر بالمعدلات المرتفعة وبين مرارة الحال في المخرجات التي بات التفاخر باللقب أهم مما يستقيه الطالب من علم و خبرة.
وحتى الوظائف بات ال (HR) كالروبوت عند تقديم طلب التوظيف ليس لديه سوى جملة لا ثاني لها "نحتاج لخبرة لا تقل عن ثلاث سنوات"...
حتى الوظائف يتوارثها الأجيال تنتقل كالأمراض الوراثية يعطيها الأب لأبنائه أو القريب لأقربائه و أنسبائه لا أقول أن هذا خطأ ولكن لا تكون على حساب الكفاءات.
الأردن فيه من الكفاءات الشبابية التي من المؤسف أن السياسات و الأنظمة تعمل على "تطفيش" الكفاءات وتعيين الأقل كفاءة إما بسبب المحسوبيات أو بسبب الرواتب المتدنية. فزادت البطالة ، هل نحن بخير؟
شيابنا "يضيع" فهل من حلول لإرجاعه للصواب، فقد كثر الهرج و المرج على مواقع التواصل الاجتماعي وكثرت الراقصات و المحتويات الهابطة. على حساب المحتويات الهادفة.
فهل نحن بخير؟
زاد العقوق والقتل و الزنا و المثليين و و التعاطي و أصبح الإنسان أرخص ما نملك إذاً نحن لسنا بخير.
لا نريد حلولا مؤقته بل نحتاج لنفضة جذرية لجميع القطاعات و لجميع السياسات نحتاج لهمة المسؤولين جنبا إلى جنب مع شبابنا . نملك من العقول ما تستطيع حل كل تلك المشاكل. نحتاج فقط من يخاف الله في هذا البلد ولا يكون همه ملء الجيوب.
لسنا بخير ما دمنا ننافق مسؤولينا، ونلهث لخدمتهم والركوع تحت أقدامهم ، طمعاً في أرض أو مزرعة أو فيلا أو غيرها مقابل كرامتنا ونهضتنا، لسنا بخير ما دمنا «مع الواقف» و«ضد الطايح». لسنا بخير...
لسنا بخير، ولا ندري متى سنكون بخير... وكل عام وأنتم تحرصون على أن تكونوا بخير.