هل الريادة لوحدها كافية لتكون المرأة قوية مؤثرة؟
ناديا هاشم العالول
05-10-2021 12:30 AM
تم تسليط الضوء مؤخراً على شخصيات نسائية قيادية ريادية مثل أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية التي رفضت ترشيح نفسها لولاية خامسة بالرغم من انها تملك فرصاً كبيرة للفوز لما حققته خلال الـ 16 سنة الماضية من انجازات فاعلة لبلدها لتحظى بلقب «قائدة العالم الحُرّ»..
ولن ننسى رئيسة وزراء بريطانيا «مارجريت ثاتشر» التي تدرّجت بالسياسة منذ سبعينات القرن الماضي من رئيسة حزب إلى وزيرة تربية وتعليم ومن ثم رئيسة وزراء لمدة 11 عاماً حيث أثبتت جدارتها.. لتستحق لقب «المرأة الحديدية»..
ويفاجئنا مؤخراً الرئيس التونسي «قيس سعيد» بتكليفه امرأة تتولى رئاسة البلاد «نجلاء بودن» ولسوف تتولى تشكيل الحكومة بالقريب العاجل ليقضيا معاً على الفساد والفوضى التي عمّت البلاد وفق تصريحات «قيس سعيد»..
كما شاركنا بمؤتمرات افتراضية ووجاهية تكاد تتمحور معظمها حول المرأة الرّيادية ومدى تأثيرها الإيجابي على الصعد كافة..
كل هذه الأحداث بمجملها حفّزتني على كتابة هذه المقالة متسائلة بالوقت نفسه: هل المزايا القيادية والريادية لوحدها كافية لأن تجعل المرأة قادرة على إحداث التغيير نحو الأفضل على الصعد كافة سواء بالأسرة أو المجتمع أو العمل أو صنع القرار.. الخ، نكاد نشك بذلك!
علماً بأن المرأة قد سطّرت في العصور القديمة والحديثة وخاصة بالمجتمعات الإسلامية والعربية أسطراً من نور في جميع المجالات، حيث كانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وفقيهة وراوية للأحاديث النبوية الشريفة وتاجرة..
وإلى الآن ما زالت المرأة في المجتمعات العربية النامية تكدّ وتكدح وتساهم بكل طاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها، فهي الأمّ التي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة، وهي الزوجة التي تدير البيت وتوجه اقتصادياته، وهي بنت أو أخت أو زوجة، وهذا يجعل الدور الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمع دوراً لا يمكن إغفاله أو التقليل من خطورته..
فالمرأة هي قائدة ومديرة ومدبرة من الطراز الأول في حالة توفّر المزايا القيادية فيها من: هدوء وانضباط واحترام/ ومعرفة الآخرين والمعرفة والتنبؤ/ والإيمان والثقة بهمتها واتخاذ القرار/ والتواضع وطيبة القلب/ والإلتزام والواقعية والفاعلية/ والمبادرة والعمل والتجديد والتطوير/ وإعطاء المثل- النموذج–فالتجديد والتطوير والمبادرة كلها تحتاج الى مهارات ريادية ابرزها:
المرونة- سهولة التحرك- التعلم بسرعة –الاحترام- التعاطف- إنكار الذات..
فما أحوج مجتمعاتنا إلى دعم هذه المهارات الريادية وبثها عبر تدريب الموارد البشرية/وبخاصة المرأة/على صنع القرار والسماح لها بصنعه!
للأسف.. أحياناً تكون المرأة القائدة الريادية بدون صلاحيات ولا تثبت وجودها فَتعرقلُ جهودُها بالتنمية والإصلاح والتجديد والتطوير بسبب وجود اتجاهات قيَميّة واجتماعية وإدارية/شبه ابدية/ تخنق إرادة المرأة وتحول دون مشاركتها في العملية التنموية.. لخلل بالبنية التحتية الثقافية والقانونية الداعمة لمسيرتها، ولشحّ واضح بالحرية والشعور بالأمان بالبيئة المحيطة بها، مما لا يكفل لها حرية التفاعل والإبداع..
فبدون توافر القوانين والثقافة والبيئة الداعمة لن تصبح المرأة القائدة الرّيادية قادرة على تحقيق آمال الناس بالتغيير والتطوير وترْك الأثر الطيّب اينما تواجدت..
وفعلاً: يد واحدة لا تصفِّق!
(الرأي)