facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ثقافة العمل التطوعي لدى الشباب


د. عمر علي الخشمان
04-10-2021 11:24 AM

جلالة الملك عبدالله الثاني حفظة الله في أكثر من مناسبة دعاء إلى ماسسة دور الشباب وضرورة بناء شراكة حقيقية مع المؤسسات الوطنية السياسية مثل الحكومة ، البرلمان ، ومؤسسات المجتمع المدني من اجل صقل مهارات الشباب واستثمار طاقاتهم وابدعاتهم وهو هدف يجب أن تسعى لتحقيقة كافة قطاعات الدولة الأردنية وخاصة مؤسسات التعليم العالي من اجل أعداد قيادات فاعلة وقادرة على المبادرة واخذ زمام الأمور نحو التنمية التي نسعى للوصول إليها وهي التنمية الشاملة ولإيمانه بأهمية ودور العمل التطوعي في حياة الشباب التي تؤدي إلى تنمية المجتمعات دعا جلالته في أكثر من لقاء مع الشباب إلى ترسيخ ثقافة العمل التطوعي لدى شبابنا من خلال تحديد برامج العمل التطوعي التي تقدم للمجتمعات التي تحتاج إلى الدعم والمساندة من اجل ترسيخ روح المبادرة والتطوع بين الشباب وتعزيز علاقتهم بمجتمعهم ووطنهم وتفاعلهم المباشر مع حاجة الوطن ومشكلاته، كما يحرص سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد حفظة الله على متابعة كافة الأنشطة والفعاليات التي تخص مستقبل الشباب في الوطن وانخراطهم في خدمة مجتمعهم وحصولهم على التعليم وفرص العمل وانشطتهم ومبادراتهم المختلفة وذلك إيمانا من سموه بان الشباب طاقة إنسانية متميزة بالطموح والحماسة والسعي نحو التميز والإبداع وحب الاستطلاع والمعرفة والتطلع نحو المستقبل بكل ثقة وعزم, وهم أساس التنمية والطاقة الكبيرة التي ينبغي الاستفادة منها في عملية التنمية الوطنية الشاملة.

يعتبر العمل التطوعي ركيزة أساسية هامة في بناء المجتمعات والنهوض بها وتطويرها وتنميتها خاصة في وقتنا الحالي، ويكتسب العمل الاجتماعي التطوعي أهمية متزايدة يوماً بعد يوم حيث ان الحكومات والمؤسسات العامة في البلدان المتقدمة والنامية لم تعد قدرة على القيام منفردة بدورها التنموي وسد حاجات أفرادها ومجتمعاتها مع صعوبة الظروف المعيشية والاقتصادية والمادية ازدادت الاحتياجات الاجتماعية وأصبحت في تغير مستمر وبشكل متسارع ولذلك كان لا بد من وجود جهات موازية لجهود الجهات الحكومية تقوم بمساعدة القطاع العام وتكمل الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الاحتياجات ويطلق عليها " المؤسسات الأهلية " التي تقوم بدور كبير في الشأن الاجتماعي والتنموي وغالباً ما تكون في المقدمة في معالجة قضايا المجتمع ورسم الخطط وتنفيذ البرامج التي تدعم عمل الحكومة في مختلف مجالات التنمية الوطنية الشاملة وتعتمد المؤسسات الأهلية على الإنسان كجزء أساسي وهام في نجاح عملها .

ويعتمد العمل الاجتماعي على عدة عوامل لنجاحه ، ومن أهمها المورد البشري وهو العنصر الشبابي فكلما كان المورد البشري متحمساً للقضايا الاجتماعية ومدركاً لإبعاد العمل الاجتماعي فحماس الشباب وانتمائهم لمجتمعهم كفيلان بدعم ومساندة العمل الاجتماعي والرقي بمستواه ومضمونة ، فضلاً على أن العمل الاجتماعي سيراكم الخبرات وقدرات ومهارات الشباب والتي سيكونون بأمس الحاجة لها خاصة في مرحلة تكوينهم ومرحلة ممارستهم لحياتهم العملية وبالرغم من أهمية العمل الاجتماعي التطوعي الا أننا نجد نسبة ضئيلة جداً من الشباب تمارس العمل الاجتماعي فهناك عزوف من قبل أفراد المجتمع وخاصة الشباب عن المشاركة في العمل الاجتماعي بالرغم من إن الشباب يتمتع بمستوى عالي من الثقافة والوعي والانتماء وكذلك وجود القوانين والمؤسسات التي تشجع الشباب على المشاركة بشكل فاعل في تنمية مجتمعهم .

وتكمن أهمية العمل الاجتماعي التطوعي لدى فئات الشباب في تعزيز الانتماء والولاء والمشاركة في بناء المجتمع، تنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية العلمية والعملية لهم ، كذلك أن العمل الاجتماعي يتيح للشباب التعرف على ابرز نقاط الضعف في نظام الخدمات لدى المجتمع وكذلك يوفر للشباب فرصة القيام بالخدمات المؤكلة إليه برغبته وحل المشاكل بجهدهم واقتراحاتهم الشخصية، بالإضافة إلى انه يوفر للشباب فرصة اكبر للمشاركة في تحديد الأولويات التي يحتاجها المجتمع المدني وكذلك المشاركة في صنع القرار .

وتنبع أهمية مشاركة الشباب في العمل التطوعي كونهم قادرين أكثر من غيرهم على فهم مشاكلهم وإيجاد الحلول الأنسب لها كذلك الأثر الكبير الذي يتركه العمل الاجتماعي على الشباب حيث يمنحهم الثقة بالنفس واحترام الذات والشعور بقيمة العمل وترجمة مشاعر الولاء والانتماء للوطن إلى واقع ملموس واستثمار وقت الشباب في أعمال تطوعية خيرة نبيلة إضافة إلى تعزيز الروابط الاجتماعية وتقليص الفوارق الطبقية بين فئات المجتمع .

نتمنى على وزارة الشباب تبني مشروع وطني للعمل التطوعي لتنظيم المبادرات الفردية التطوعية لدى الشباب الاردني بشكل مؤسسي ومنظم لاتاحة الفرصة اما الشباب المتطوع وتكريم المتطوعين ووضع برامج وامتيازات لهم كما يتطلب تطوير القوانيين والتشريعات الناظمة للعمل التطوعي بما يكفل في ايجاد فرص حقيقية للمشاركة الشبابية في السلم المجتمعي. ولا ننسى دور المدرسة والجامعة والمؤسسات الدينية ووسائل الإعلام في حث الشباب على العمل الاجتماعي التطوعي وخصوصاً في أوقات العطل الدراسية بهدف توجيه الطلبة وإرشادهم وتنمية روح الانتماء الوطني والولاء والمبادرة لقطاع الشباب معتبرين أن الإنتاج والعمل هما أمران لا يتحقق احدهما دون أن يكون الإنسان هو الركيزة الأساسية فيه ، ذلك أن الشريحة الهامة المنتجة في أي مجتمع هم الشباب الذين يعتمد عليهم في بناء وتطوير وتقدم المجتمعات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :