ليست بالضرورة أن تكون تلك الحرب بحمل السلاح والقتل المباشر، إنما هي قتل مباشر ولكن من نوعٍ آخر، فمحاربة أي دولة _ممثلة بالفاسدين والفاجرين _ للفقراء والضعفاء، والهيمنة المتسلطة الإقتصادية على أقواتهم، وتقطير التعيينات الوظيفية الدنيا ذات الدخل المحدود عليهم تزامناً مع جعل الوظائف والمناصب ذات الدخول الخيالية حصرياً لهم، والتحكم بمصادر أرزاقهم، وتنفيذ أجندات وإملاءات خارجية، كل هذا وذاك برمته حربٌ باردة مجبولة بوقاحةٍ لا مثيل لها، يولّد في داخل النفوس غيوم الحقد والغلّ بعد غياب شمس العدالة، ودخول فصل شتاء الفساد بعد خريف الوعود الكاذبة والتضليل.

والذي يجعل تلك النفوس تتوهج قهراً كالبراكين أن تكون عنصرا أساسياً في لعبة الشطرنج، ولكن الأيدي القذرة هي من تحركها داخل المربعات لتحظى بالفوز.

وفي نهاية المطاف إن أخلص الفقراء والضعفاء لوطنهم وضحّوا ليس إلاّ لإرضاء الله تعالى بالدرجة الأولى، وحبّهم _ الفائض من الكوب _ لوطنهم.