يفرح كثيرون لإسناد رئاسة الوزراء في تونس لامرأة، لا بأس ولكن السؤال: هل مجرد تعيين امرأة يجعل من عيّنها حضاريا رغم أن الفردية تنخر عظمه؟ المرأة في عالمنا العربي للزينة وليس لقناعة المسؤول بل للدعاية والاعلام، فتعيين وزيرة أو اثنتين يعطي الحكومة صفة "التقدمية"!! ووضع بعضهن في الأعيان رأس كليب!! وإدخالها البرلمان بالكوتا يجعلنا في مصاف الدول المتحررة!! لماذا نضحك على أنفسنا؟! القضية ليست قضية امرأة أو رجل، بل قضية أداء وإنجاز وعطاء.
لو كانت لدينا امرأة مثل رئيسة وزراء نيوزلندا لفرحنا، لو كانت عندنا واحدة مثل "المستشارة" الألمانية ميركل لانتخبناها إلى الأبد. هذه المستشارة التي وصفها أحدهم متهكما على وضعنا بالغبية لأنها تنقل السلطة بهدوء وسلاسة لان بلدها بلد مؤسسات وليس مزرعة ولا سوبر ماركت ولا شِق بيت شعر . تعيش في شقة وليس لها خادمة ولا طباخة وسنراها غدا تركب "الباص السريع" وتجر عربة تسوقها في سقف السيل . وزير ...حصل على تسعة إعفاءات جمركية لأسطول سياراته !!. وزير يخترق الشوارع بالسيارات السوداء وحرس وكأنه بايدن !! لن تجد ميركل كوخا" على باب دارها فيه رجل أمن يحفظ أمنها . لم تحصل على لقب " دولة " بل هي هي أنجيلا ميركل ، لك حتى على قصر !!! صفق لها كل الألمان بإرادتهم وقناعتهم لأن إنجازاتها تتكلم. بالأمس جاء رئيس في بلد عربي وإذ به فجأة يقول بلسان حاله : أنا الدولة والدولة أنا . نعم هي ميركل مجرد " مستشارة " !!
يذكرني لقبها هذا بالمستشارين عندنا ينفشون ريشهم ويملأون جيوبهم وليس عندهم استشارة خير بل بعضهم لا يستشار وشعار من نصّبه " كل واشكر" ، وللأمانة هناك مستشارون يهدمون ويخربون وينطبق عليهم " انظر للبوم يدلك على الخراب " .
اذا أردنا النهوض من حالنا المعوج المزعج المتحول إلى المؤسسية ولندع الفردية ولنتخلص من كل المستشارين النفعيين الذين هم عبء علينا ولم يقدموا فائدة واحدة تساوي ربع راتب شهري واحد من رواتبهم الفلكية.
تحية لميركل ولرئيسة وزراء نيوزلندا وكل واحد يخدم بلده بجدارة ونظافة .