تقول قصة قرأتها ولم يتسنّ لي التأكد من صحتها، من مصادر موثوقة، تقول إنه «حدث في القرن السادس عشر، وبالتحديد في إحدى القرى الألمانية، كان هناك طفل يدعي (جاوس) وكان جاوس طالبا ذكيا، وذكاؤه من النوع الخارق للمألوف، وكان كلما سأل مدرس الرياضيات سؤالا كان جاوس هو السباق للإجابة على السؤال، فيحرم بذلك التلاميذ الآخرين في الصف من فرصه التفكير في الإجابة.
في أحد المرات سال المدرس سؤالا صعبا... فأجاب عليه جاوس بشكل سريع... مما أغضب مدرسه فأعطاه المدرس مسألة حسابيه وقال له: أوجد لي ناتج جمع الاعداد من 1 الى 100(طبعا كي يلهيه عن الدرس ويفسح المجال للآخرين)، بعد 5 دقائق قال جاوس بصوت منفعل: 5050!! فصفعة المدرس صفعة قوية، وقال:
- هل تمزح؟.... أين حساباتك؟
فقال جاوس:
- اكتشفت أن هناك علاقة بين 99 و1 ومجموعها = 100 وأيضا 98 و2 تساوي 100 و97 و3 تساوي 100 وهكذا الى 51 و49!، واكتشفت بأني حصلت على 50 زوجا من الأعداد، وبذلك ألفت قانونا عاما لحساب هذه المسألة، وأصبح الناتج 5050 فاندهش المدرس من هذه العبقرية، ولم يعلم أنه صفع في تلك اللحظة العالم الكبير فريدريتش جاوس أحد أشهر ثلاثة علماء رياضيات في التاريخ».
انتهى الاقتباس.
الأستاذ القديم لم يكن يعرف – كما سبق القول-بأنه صفع عالما كبيرا، لكننا في العالم العربي نصفع من نعتقد بأنه يعرف ويدرك ويحلل ويستنتج، لأن القوى السائدة التي تدافع عن الرداءة والتفاهة تهاجمهم.
أمثال التلميذ جاوس، هم المصفوعون دوما في العالم العربي لأن معركتهم مع الصافعين هي معركة دائمة ودائبة. معركتنا هي بين الجهل والحضارة ، ولن ننتصر قبل ان ينتصر المصفوعون على الصافعين.
الدستور