يتلهف كل إنسان عربي لهفة فيها الحسرة والضيم والحنق مصحوبة بالأمل في أن يرى أمته موحدة متجهة بخطى واثقة نحو الصيرورة في جسم واحد مترابط اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائره بالحمى والسهر.
هل تضمد هذه الأمة جراحها وتجبر كسرها وتضع جبيرتها وتنفض خلافاتها وتسمو فوق نزاعاتها وشتاتها وتعود إلى كلمة حق يراد بها حق واستقامة وتقدم ورخاء. وهل ترغب يوما للخروج من اناتها وزفراتها وشهيقها وتبعثرها وهل يصحو ساستها لنبذ الاثرة والتقوقع على الذات ولفظ الملذات المشفوعة بالذل وألهوان والتبعية وعدم امتلاك الارادة الحرة للنهوض باوطانهم وانقاذ شعوبهم من براثن الفرقة والأنقسام والتشتت والجوع وفقدان الكرامة بعد أن عظم الخطب وبلغ السيل الزبى ووصل اليأس إلى ذروته والاحباط إلى اعماقه وضاعت حقوقهم وعاشوا في متاهة الذل وسوء المصير.
وماذا عليهم لو سعوا إلى وحدة جادة وكيان قوي يجمع اقتصادهم ومواردهم وثرواتهم وارادة شعوبهم الابية ورغبتهم في صنع العزة والكرامة والمجد وهم مؤهلون لذلك ونقاط الاجتماع بينهم تفوق نقاط الفرقة حتى يتخلصوا من التبعية والانهزامية والضنك.
ستبقى هذه الأمة ضعيفة ومهزومة وتنتهك سيادتها وتهضم حقوقها وتؤكل خيراتها ما دامت تعيش بهذا المنطق واشلاؤها ممزقة في كل جانب ونياتها منحرفة عن طريق الحق ونبذ الباطل والتكالب على المصالح الشخصية وان كانت ممزوجة بالتبعية والذل وألهوان.
تنبهوا واستفيقوا ايها العرب فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب