من المؤكد أن ما ينقل من الأخبار عن المجازر ضد المسلمين في الهند هو أقل من الحقيقة !! والسؤال : لماذا هذه المجازر ؟ وهل قانونهم يسمح بذلك ؟ هل الدولة التي لديها من العقول في الذرة والتكنولوجيا تقبل على نفسها أن يلوث سمعتها متعصبون حاقدون ؟ وهل هذه المجازر يمكن أن تلغي وجود المسلمين في بلدهم الهند . لا يوجد دولة في العالم ينتمي كل سكانها لدين واحد . هذا العالم ليس كانتونات دينية، بل هو مجتمعات بشرية تعددية وهذا ما أراده الله "لا إكراه في الدين".
المجتمع المتعدد الحضاري هو المجتمع المتقدم ، بخلاف مجتمع الغاب حيث يأكل القويُ الضعيفَ . آن العقل البشري أن يقر ذلك ، ومن ثم تحول الدولُ التعدديةَ الى واقع بقوة القانون حتى تحافظ على أمنها واستقرارها وحالة الوئام المجتمعي. أما رعاية القهر ومنح الأكثرية حق اضطهاد الأقلية فهو دليل تخلف حتى لو كانت دولة نووية . لقد شهدت البشرية مجازر عديدة وفي مختلف القارات ، ولن ننسى مجازر الصرب ضد البوسنيين ،ولا جرائم الصهاينة ضد الفلسطينيين ، ولا جرائم المستعمرين الإنجليز والأمريكان والروس والطليان والاسبان والبرتغاليين . لن ننسى مجازر ماركوس الفلبين يوم خصص جيشا" لبقر بطون المسلمات الحوامل، ولن ننسى ما فعله ستالين بالقوقازيين المسلمين ، ولا ما فعله الفرنسيون في الجزائر.
لا بد من وقف هذا التخلف الذي لا يمكن أن يقف الضرر فيه عند حدود المستضعفين بل ان هذا التخلف سيصنع ردود الأفعال وسيدمر الاقتصاد ويسيئ للحضارة كلها. وحتى تصل الدول إلى حالة الرشد فإن المسؤولين في البلاد العربية والإسلامية مطالبون بالتحرك ضد الظلم و لوقف كل المجازر سواء كانت الهند أو الصين أو روسيا أو أوروبا. فلتتحرك وزارات الخارجية ، وليسأل السفراء ، ولينطق مسؤولو منظمة المؤتمر الإسلامي والأمين العالم للجامعة العربية ، ومن العيب أن نتحدث منظمات دولية ولا يتحدث المسؤولون العرب والمسلمون .ويا ايتها الأحزاب والجماعات والمنظمات الإسلامية أين صوتكم ؟ ننتظر سماعه إن كنتم تنطقون .