الملك عبدالله الثاني وجيم هوغلاند!
باسم سكجها
01-10-2021 08:29 PM
لا أظنّ أن هناك كثيرين في الأردن يتذكّرون من هو (جيم هوغلاند)، ولكنّه كان من أهم كتّاب الأعمدة في واشنطن بوست، وفي اليوم التالي لرحيل الملك الحسين كتب: (الأردن ذاهب الى المجهول)، وشكّك في كون الملك الجديد قادرًا على الاستمرار في البلاد على المسيرة نفسها، من حيث أن المنطقة تتخبط ذات اليمين وذات الشمال، ووضع احتمالات ليس اقلها دخول الاردن الى فوضى، لأن من كان يضبط الامور رحل، ولأن الملك الجديد لا يملك خبرة!
كتبتُ، حينها، ردّاً على الكاتب الحاصل على جائزة بوليتزر مرتين، بأنه تسرّع في الكتابة، لأن كلّ ما بنى عليه تحليله سطحي، وكان عليه أن ينتظر قليلاً، لأن الامور ليست كما يظنّ، فالنظام السياسي في الأردن مختلف عمّا ظنّ، وخصوصاً في افريقيا التي كان متخصصاً فيها، حيث غياب القائد يعني غياب القيادة، وكتبت: يا أستاذنا هوغلاند، الأيام بيننا، فقف وفكر!
طبعاً، لم يقرأ جيم هوغلاند مقالتي، فنحن نقرأ لهم، وهم لا يقرأون لنا، ولهذا لا أظنه حين غيّر في آرائه كان لذلك حسبان، فقد صار الأردن عنده مع الملك عبدالله الثاني عنصراً أساسيًا في المنطقة، وأكثر من ذلك، فهو عنصر ارتكاز لها، وأكثر وأكثر من ذلك كلّه، فهو الذي يحقق لناسه أضعافًا مضاعفة مما يحققه غيره من حكام المنطقة!
ما علينا،،،،
فقد كذّبت الأيام، والأشهر، والسنوات، ما كتبه الأستاذ هوغلاند، والآن، وبعد أكثر من عشرين من السنين، لا أتذكره إلاّ لأنني أستعيد من ذاكرة الكتابة، فالملك عبدالله الثاني الذي بدأ من تلك النقطة التي ظنّ كثيرون أنها آخر السطر، وصل إلى جملة مفيدة، لا يمكن لأحد إلاّ أن يقف أمامها، سوى للإستزادة، ولو كان للحسين الأب أن يقول من مثواه لبكر ابنائه، فسيعلن على الملأ: هذا عبدالله الذي نذرته، ليظلّ مثل ابيه واجداده، وهي الجملة المتشابهة التي اعلنها فيها فرحه بميلاد عبدالله.
وعلينا، ما علينا،،،
فالشهادة أمانة، وما قدّمه الملك من جرأة وطنية وقومية خلال حكم دونالد ترامب لا يخفى على عين، واستثمار اللحظة السياسية الان في تحقيق اختراقات اقليمية ودولية أوضح من شمس حزيران، واكتب الان لأنني فخور بردّي على جيم هوغلاند قبل عشرين عامًا، الذي ثبت انه صار صحّاً صحيحاً، فقد صاب كلامي وخاب كلامه، وله حقّ الرد، وللحديث بقية!