كتبت خبرا في موقع يقول : أعلن حزب الله إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية، وأعلنت اسرائيل أن طائرة لها سقطت في لبنان، وأنها تحقق في أسباب سقوطها ، انتهى الخبر.
سرعان ما تدخل القناصون :
-سقطت لوحدها . وليس لحزب الله أي دور في ذلك علما بأن جميع طائرات درون تسقط وحدها بعد إنهاء مهمتها!!
لاحظ كيف وضع القناص نفسه تقنيا استرتيجيا يفتي في سقوط الطائرات!!
-قناص ثان قال : إن السعودية تسقط طائرات حوثية، مما قد يعني، إن إسقاط الطائرة الاسرائيلية ليس حدثا مهما.
-قناص ثالث قال : حزب الله يكذب، طبعا على الرغم من أنه عرض جسما متكاملا للطائرة.
طبعا لا أتحدث عن حزب الله ولا عن الطائرة، ولا عن العدو الإسرائيلي الذي صار يجد له أصدقاء بل حلفاء أردنيين ينشرون منطقه، بل يزايدون عليه وينفون إسقاط الطائرة ، لكني أشير إلى نجاح إسرائيل في إلحاق هزيمة شبه كاملة في الفكر الأردني – وهذا هو الخطر- إلى نجاحها في جعلنا قانعين ومرددين لما تقول من روايات!! كما أشير أيضا إلى طريقة الحوار الأردنية ، ولا أدري هل هي جديدة أم قديمة لكن أدوات التواصل الحديث كشفت عنها ؟ لكن الواقع يشير إلى أننا عدنا إلى عنز ولو طارت!!
فاسرائيل لم تكشف عن حقيقة سقوط الطائرة، مما يرجح صحة رواية حزب الله.
وبالمناسبة – أنا أثق بها- ومع ذلك ، فإن الحادثة أثارت عندي ما يأتي:
-لماذا يتخذ الحوار طابع العناد والمكابرة، فالقناص قال لي : لا يحق لك أن تقول سقطت طائرة، وعليك أن تقول : أعتقد أن طائرة سقطت .أو برأيي أؤمن من وجهة نظري إن طائرة سقطت . طبعا لم يدر بذهنه أن هناك:
أ.معلومات موضوعية
ب.معلومات تحتمل الصدق والكذب
ت.آراء في تحليل المعلومات
ث.معتقدات تؤثر على موقفنا من المعلومات!!
إن فهلوة عند بعض " ........ " و تذاك يخبرك بأن لكل رأي . فقد يقول : برأيي السمك لا يعيش في الماء!
أو أعتقد أن الأردن دولة عربية. فالإخوة القناصون يرون أن حقائق واضحة هي آراء ، ومن حقهم أن يبدوا رأيهم في صحة الحقيقة أو عدم صحتها !!
فالمداقرة في الحقائق رأي . وإنكار معلومات صادقة برأيي ، فالأردنيون يعيشون الديمقراطية ، وبعضهم يعتقدون أن أفلاطون وسقراط تلامذة لهم !!
أكرر! لا أتحدث عن طائرة ولا حزب ولا حتى عن العدو الصهيوني ! بل أتحدث عما حدث في نفوس بعض الأردنيين، وجعلهم يشعرون بأنهم خبراء واستراتيجيون أيضا .
وارفع رأسك يا أخي ! إنك في حالة ديمقراطية .