بدات قبل ايام اعمال "منتدى ديترويت الأول للتغيير" بمشاركة ناشطين يمثلون قطاعات المجتمع الاميركي يطالبون بثورة تحقق المساواة و العدالة في المجتمع الاميركي كما في المجتمعات البشرية الاخرى. وياتي هذا المنتدى برعاية ودعم من خمس منظمات تعني بشؤون البيئة و محاربة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وتتضمن نشاطات المنتدى الذي يستمر حتى ظهر السبت القادم لقاءات، وخطابات، وورشات عمل يركز بعضها على التحديات التي تواجه اغلبية الاميركين الذين فقدوا الثقة في المؤسسات السياسية والاقتصادية والمالية الاميركية. و يؤكد جيرمنون سكوت احد المتحدثين في المنتدى وهو ناشط اميركي من اصل افريقي على اهمية تفعيل ادوار الاميركين المحبطين والمهمشين والعمل على توعيتهم و تقوية حضورهم و تواصلهم مع القائمين على صناعة القرار في الولايات المتحدة الاميركية. وقال ان السياسين الاميركين بداوا يفقدون المصداقية و لم تجد لأغلبيتهم صلة بالواقع المرير الذي تحياه اغلبية شرائح المجتمع الاميركي التي تعاني من الفقر والبطالة والتهميش مضيفا اذا استطاع ناشط و منظم في المجتمع وهو باراك اوباما الوصول الى عضوية مجلس الشيوخ الاميركي و من ثم رئاسة الولايات المتحدة الاميركية فان بالامكان زرع بذور الثورة الاجتماعية و تغييير الواقع المرير الذي تعيشه المدن الاميركية و خاصة ديترويت التي تعاني من بطالة تزيد على الخمسين في المئة و اضاف، لن تسطيع احداث تغيير جذري في المجتمع مالم يتم تنظيم حركة جماهيرية تؤمن و تنادي بالتغيير وهذا ما نسعى للوصول اليه من خلال هذا المنتدى.

مساء الاربعاء نظم المنتدى مسيرات في شوارع ديترويت رفع من شارك فيها لافتات تدعو الى التغيير في الذهنية التي تتحكم في مصير المجتمعات البشرية، وطالبت لافتات رفعها يهود ينتمون الى منظمات سلام، طالبت بانقاذ البشرية والانسانية برمتها وحتى اليهود انفسهم من الصهيونية العالمية الاستيطانية، وايقاف الدعم لاسرائيل ورفع الحصار المفروض على غزة ونبذ ومحاربة كافة اشكال التمييز والعنصرية. برامج حافلة بالندوات وورشات العمل التي يطالب من تحدث ويتحدث فيها بحماية حقوق الانسان حول العالم، وخلق الوظائف لجميع العاطلين عن العمل، وتوفير الحياة الكريمة لبني البشر، ووقف جميع اشكال التدخل الاميركي في شؤون العالم، وخاصة "هيئات الامم المتحدة والناتو ومنظمة التجارة العالمية"، وبناء شراكات وتحالفات مع حركات التحرر العالمية من ديترويت الى داكار.

خيمة فلسطين في المنتدى زارها المئات الذين استمعو الى قصة النكبة وتاريخ الكيان العنصري الصهيوني الاسرئيلي. مشاهد مؤلمة لتاريخ من المعاناة الانسانية اعدها اصدقاء هيئة السبيل لشمال اميركا بالتنسيق والتعاون مع صوت اليهود من اجل السلام. سلمى الشوا 13 سنة وليلى سمهداتي 12 سنة من المدرسة الاميركية الدولية في غزة سردتا قصص المعاناة اليومية لاطفال غزة تحت الحصار. الغت ادارة المنتدى ورشة عمل لمنظمة اميركية صهيونية مناصرة لاسرائيل بعد ضغط مركز من هيئات عربية ومسلمة وتالف الهيئات العربية الاميركية والافريقية في ديترويت. على المستوى الداخلي الاميركي عشرات الندوات وورشات العمل المطالبة بحقوق للمشردين، والوظائف للعاطلين عن العمل، وانهاء العمل بقوانين الادلة السرية، والفرز العرقي، واستحداث قوانين فدرالية تتيح للمهاجرين غير الشرعيين العيش والعمل في الولايات المتحدة الاميركية.

لن يتمكن احد من معرفة العدد الحقيقي للمشاركين في المنتدى. البعض قدرعددهم بعشرين الفا و اخرون قالو ثلاثين او ربما اربعين الفاً. فهم جاؤا الى ديترويت من ولايات متعددة، نصبوا خيامهم على ضفة نهر ديترويت، مقابل افخم فنادق المدينة، وبعضم افترش الساحات الخارجية للكوبو (أكبر و افخم قاعات ديترويت).

"ديترويت نيوز" كبرى صحف الولاية، وصفت المنتدى بانه ملتقى للمشردين و المحبطين و الانتهازيين العاطلين عن العمل، مضيفة انه ليس الا فرصة للزعيق العدمي والنعيق الراديكالي العقيم، لا بل هو صورة مصغرة عن ادارة الرئيس باراك اوباما. ووجهت الصحيفة رسالة لقراءها و للناخبين من جميع الاعراق و الاجناس بان يمارسوا العملية الديمقراطية التي يمنحها لهم الدستور الاميركي، ويتوجهوا الى صناديق الاقتراع في نوفمبر القادم للادلأ باصواتهم و انتخاب مرشحيهم، وألا فان صورة الولايات المتحدة الاميركية كلها ستكون على شاكلة منتدى ديترويت للتغيير الاجتماعي.

Williams@myacc.org