الجميع يفكر بمستقبل واعد مشرق، يوفر له أو لأحد أبنائه فرصة عمل دائمة مريحة؛ في ظل عالم متسارع متغير لا ينتظر أحداً؛ إذا لم يكن مواكباً لذلك التسارع والتغير يوماً بيوم، ومن هنا تبدأ رحلة البحث عن التخصص الذي يجب أن يختاره الطالب في الجامعة؛ لضمان مستقبله.
تتصدر التصنيفات العالمية وظائف مطلوبة الآن ومستقبلاً بشكل كبير ومستمر، ويمكن أن نذكر بعضها هنا:
أولاً: الوظائف في مجال تكنولوجيا المعلومات؛ وتشمل، الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وعلم الروبوت.. وغيرها.
إذ أن كبرى شركات تكنولوجيا المعلومات الأميركية تعهدت بإنفاق عشرات المليارات من الدولارات، وتدريب مئات الآلاف من الشباب لتعزيز الأمن السيبراني، بعد أن تعرضت العديد من الوكالات الحكومية الأميركية لهجمات الكترونية كبرى، أدت لأضرار كبيرة في الاقتصاد.
فشركة (جوجل) خصصت 10 مليارات دولار خلال 5 سنوات لتعزيز الأمن السيبراني، وشركة (مايكروسوفت) ستستثمر 20 مليار دولار على مدار 5 سنوات لتسريع عملها في مجال الأمن السيبراني، وشركة (أي بي أم) بينت أنها ستدرب 150 ألف شخص على مهارات الأمن السيبراني، على مدار 3 سنوات.
ثانياً: الاختصاصات الدقيقة في القطاع الصحي، مثل، طبيب الأسرة ومساعد الطبيب الجراح وأخصائي أمراض الشيخوخة، ومجال الصحة العامة بشكل عام.
حيث بدأت العديد من دول العالم تطلب كفاءات متخصصة بقطاعات طبية دقيقة؛ نظراً للحاجات المتزايدة لتلك التخصصات بالتزامن مع أعداد السكان عالمياً، وظهور مشاكل طبية لدى سكانها لم تكن معروفة سابقاً، ويحتاجون رعاية من أشخاص متخصصين.
ثالثاً: الإعلام الرقمي الحديث، وكل ما يتعلق بإدارة مواقع التواصل الاجتماعي المتجددة يوماً بعد يوم، وهذا يتطلب التمتع بقدرات فائقة في مهارات التواصل الفعال، إلى جانب القدرة على الإبداع الشخصي في هذا المجال.
وميزة هذا القطاع أنه يتيح المجال للعاملين فيه للعمل من أي مكان، إذ أنه يعتمد على الهواتف والأجهزة الحديثة، كما أنه يمكن أن يوفر فرص عمل للشباب خارج دولهم مع بقائهم في بيوتهم خلف أجهزتهم الذكية.
رابعاً: الطاقة المتجددة والتخصصات المتعلقة بها، وبخاصة في المجالات التقنية التي تواكب الصناعات الحديثة في هذا المجال، وكل ما يتعلق بالطاقات الخضراء والاقتصاد الأخضر.
فقد أصبحت صناعة الطاقة المتجددة تتداخل مع قطاعات وتخصصات أخرى تتطلب التخصص الدقيق في مجالات العمل، كما أن مشاريع عملاقة حول العالم تحتاج كفاءات متخصصة جداً في هذا المجال، فقد أعلن مؤخراً عن خطط لبناء أطول شبكة كهرباء بالعالم بين بعض الدول العربية وبريطانيا؛ تنقل الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح؛ بكلفة 22 مليار دولار.
خامساً: التجارة الإلكترونية والتسويق الإلكتروني، فبما أن العالم قرية صغيرة، فإن أسواق العالم كلها اليوم بيد المستهلك داخل منزله. وهذا يتطلب التأسيس لمنصات تسويق لكافة المنتجات المحلية في كل دولة، لكي تأخذ فرصتها في العرض للمستهلكين حول العالم، وبالتالي تبرز الحاجة لكفاءات مؤهلة تدمج بين القدرة على إدارة التجارة والتسويق لها بطرق حديثة.
الرأي