كانت « تولّع» بين أُمّي وخالاتي. واحيانا ،كنتُ أظن أن « الحرب العالميّة الثالثة» ستقوم في أية لحظة. وكنتُ وانا طفل...
والله العظيم « كنت طفلاً» مثل الكائنات الصغيرة ... لا اعرف لماذا بعض الناس لا يتخيّلونني مررتُ بمرحلة الطفولة مثل كل الناس.
كنتُ كلما اختلفت والدتي مع خالاتي،أنني سوف أعيش بقية حياتي ،بدون «خالات»
معقول ،أعيش عكس كل الاطفال بدون خالات «حنونات» آكل عندهن «كعك وتطْلي / مُربّى»،ويسرّحن لي شعْري،باعتبار ما كان.
وفي كل مرّة ،أتخيّل ذلك ، ترجع العلاقات بين السيدة « ستّ الحبايب» و» خالاتي».. «سمن على عسل» وكما تقول نجاة الصغيرة «كأنّ شيئاً لم يكُن».
وكانت خالاتي،يتعاملن معي ـ تحديدا ـ بكل مودة وحب وكنتُ «الطفل المُدلّل».. والله العظيم كانتُ «طفلاً» مثل كل الاطفال
ما كان لي « صلعة» ..!!
خالتي» فضيلة» الله يرحمها ،كانت طبّاخة من الطراز الرفيع. وكانت شاطرة،لدرجة إن بعض الناس كانوا يقولون عنهها أنه» بتعمل مَنسَف من «علبة لبن صغيرة».
كانت «تدللني» حين كنتُ أذهب اليها،واجمل اللحظات»عندما كانت تعدّ لنا البوشار بعد ما بناتها يشطفن قاع الدّار!
اما خالتي» يسرا» الله يرحمها،فكنتُ أذهب اليها في « مخيّم إربد» وكانت تطلب من زوجها «أبو ايمن « أن يصطحبني معه الى « السينما»..
من يومها وانا بحب السينما !ّ!
خالتي» فتحيّة»،اللي زعلانة منّي،كنتُ اعيش في بيتها ايام الطفولة ومرحلة « الخطبة»،وكنتُ اقضي اجمل الاوقات مع زوجها المثقّف «أبو خالد» نثرثر عن الكتب والتجارب التي عاشها .
مشاكل والدتي وخالاتي مثل الدول العربية قبل سنوات.
يوم «طوشات» وثاني يوم « حبايب»
وعندما تأخذني « النخوة» للدفاع عن «والدتي»،والهجوم على «واحدة من خالاتي»،كانت أُمّي تصرخ بوجهي وتمنعني قائلة:» إوعك تحكي كلمة عن خواتي. إحنا بنختلف بس ما بنسمح لحدا يدخل بينّا»
وكانت تردد مقولتها التاريخيّة «إحنا ما بنُصْفُط بعض».. اي ما بنهون على بعض ويا ويله اللي بيجي بوحدة منّا !!..
فاهمين يا بتوع السياسة ..؟