يكثف باولو كويلو عصب فكرة روايته "الخيميائي" في جملة يقولها الملك صادق للفتى الأندلسي "إذا رغبت في شي, فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق حلمك", لان كل ما يحتاجه لذلك هو الانتباه للإشارات الغيبيه التي تمر به والاستماع لقلبه.
وفي ختام الرواية يجيب كويلو عن الصراع الأزلي مع الحب في أعماقنا وعن أسطورتنا الشخصية التي يجب نبحث عنها في الإشارات الغيبيه التي تمر بنا و في قلوبنا التي تحدثنا بحثا عن السعادة.
في الاثناء تخفق جهتان محليتان في اتمام دعوتهما للكاتب العظيم الى الاردن، وهو الذي اكد حسبما اوردت "العرب اليوم" انه قرر إلغاء زيارته إلى الأردن استنادا الى رسائل الكترونية من قراء يشكون ارتفاع أسعار التذاكر, رغم انه المح الى انه قرر أن لا يصدق هذا القول. لكنه يفصح عن غضبه حيال مضامين رسائل اخبرته في ان على من يريد الحضور ومقابلته شراء عدد من كتبه من هذه "المكتبة"، فيخلص الكاتب في رفضه الى القول ان "الحقيقة أن قرائي في كل أنحاء العالم أحرار في شراء الكتب أو إحضار كتب من منازلهم و لا احد يستطيع إجبارهم على شرائها كما أن جميع المكتبات في جميع انحاء العالم توافقني على ذلك".
تذكرة ب 100 دولار لحضور حفل عشاء مع الكاتب البرازيلي الذي يجفل قلبه من هول الرقم الذي يعرف كويلو انه لا يتسنى للكثيرين من المثقفين والمهتمين بادبه الموجه للانسان اصلا.
ويسترسل كويلو في رفضه دافعا بعدم منطقية ان تكون تكلفة العشاء نحو 70 دينارا اردنيا. ليمضي في تعرية هذا الفحش الاستعراضي قائلا "انا كاتب وإذا خيرت أن ادعم طرفا إلى جانب 430 طفلا الذين ترعاهم مؤسستي فإنني ارغب أن يكونوا من الشعراء والكتاب".
وتبعا لموقف الكاتب نقول بان من اراد كويلو ان يخصهم بلقائه فلن يتاح لهم هذا في خضم تسليع الاستضافات واستعراضيتها، التي تتخذ "الإنسان من أجل الدكان" مبدأً وممارسة كان مؤكدا ان يرفضهما الكاتب.
تدافع ثقافة الانخراط في العولمة عن ترويج الثقافة الاستهلاكية زاعمة أنه يمكن تحقيق رفاهية الناس وسلامتهم النفسية من خلال الاستحواذ على السلع واشاعة ثقافة التسليع الذي يصبح الانسان ذاته باكورة له، والا فما معنى ان تكون تذكرة حضور حفل لفنان مثل صباح فخري او فيروز او ماجدة الرومي وسواهم نحو 100 دولار او يزيد . فمن بمقدوره حضور مثل هذه الحفلات في مجتمع توارت طبقته الوسطى تحت سوط زحف الراسمال الجشع؟!.
شكرا مدوية للكاتب العالمي باولو كويلو امتناعه ورفضه للتسليع وانحيازه للانسان الباحث عن السعادة.