عندما يذهب المجتمع إلى الانفتاح والعودة الى الحياة الطبيعية في العمل والمدارس والاسواق والسياحة والمهرجانات وكل المجالات فان علينا ألا نتوقع ان يستمر الالتزام بإجراءات السلامة كما كان الأمر في فترات الإغلاق.
الإنسان بطبيعته عندما يرى الأمور قد ذهبت الى الرخاء في أي أزمة فإنه يميل إلى الاسترخاء، ولهذا فإننا نجد الالتزام بارتداء الكمامة في كل الاماكن قد تراجع كثيرا، وتتعمق قناعة الناس بالتراخي عندما يجدون الامور قد عادت لطبيعتها في المطاعم المكتظة والمناسبات الاجتماعية من افراح واتراح وحتى مهرجان جرش فان الجهات المنظمة تدرك ان استضافة فنانين مشهورين ولهم شعبية يعني حضورا جماهيريا واكتظاظا، فاستضافة جورج وسوف أو ماجدة الرومي مثلا لا يمكن معها تطبيق إجراءات التباعد أو لبس الكمامة، وهذا متوقع من الجميع وبالتالي لا مبرر للدهشة من أي طرف فما حدث كان متوقعاً ومنسجماً مع الوضع العام.
وبعيدا عن المنطق الطبي فإن كثيرا من الدول ونحن منها ذهبت إلى ما نراه اليوم من تركيز على التطعيم والخروج من التشدد في الإجراءات لأن الانفتاح ضرورة اقتصادية، فكيف نتحدث عن سعي لتنشيط السياحة مع تشدد في إجراءات السلامة، وكذلك وجود تعليم وجاهي أو تنشيط للأسواق والمطاعم ومدن الألعاب..
لا داعي للدهشة فالذهاب إلى الانفتاح يعني تراجعا في التشدد في إجراءات السلامة، ودعوة مطربين للغناء في مهرجان يعني جماهير وحضوراً، فليس ممكنا تنظيم حفلة لنجوى كرم على الزوم أو عبر منصة فنية!
لا داعي للدهشة فلكل مقدمات نتائج والانفتاح يعني تراجع الالتزام، وحتى مسؤولو الملف الصحي يدركون هذا، والحديث عن فرق رقابة في جرش بعد انقضاء الحفلات الجماهيرية لا ضرورة له، فالدولة والمجتمع يحتاجون للانفتاح لاستعادة عافية الاقتصاد والتخلص من آثار كورونا، ولكل مسار استحقاق وضريبة فلا تشدد في الإجراءات اذا ذهبنا نحو الانفتاح...
(الرأي)