أنا استغرب أحياناً من قصة تركيزنا على أن الانتخابات ستكون نزيهة وشفافة.. أظن أن قاموس اللغة العربية يحمل مصطلحات أكثر قوة وتعبيراً عن الحالة فمن الممكن أن تكون الانتخابات: (منصفة، دون تدخلات، لا يشوبها شائبة ممثلة لكل الأطياف، حيادية).
من الممكن إثراء اللغة كي تكون التعبير عن الحالة أعمق وأبسط.
الأمر الآخر هو أنك لا تستطيع أن تصف حدثاً قبل وقوعه.. أنا مثلاً لا أقدر أن أقول إن الفريق الجزائري لعب جيداً أمام أميركا لأن المباراة لم تحدث للآن... لهذا فإن التقييم مرتبط بما بعد الحدث وليس الحدث نفسه.
أظن أن الخطاب الحكومي يجب أن يركز في هذه المرحلة على طريقة اختيار النائب أكثر من التركيز على شفافية ونزاهة العملية الانتخابية فالمجلس السابق لم يكن في أدائه عبئاً على المواطن بل كان أيضاً عبئاً على الحكومات..
ماذا لو تحولنا من حالة الدفاع عن النفس بأنها ستجري انتخابات نزيهة وشفافة إلى حالة ارشاد المواطن إلى شكل وطبيعة النائب الذي نريده.
أنا أقترح أيضاً أن نستعمل في تصريحاتنا مصطلحات أخرى نركز على حجم المشاركة أيضاً.. فللآن لم يتطرق أي مسؤول إلى هذا الأمر..
حين يخرج الإعلام الرسمي علينا ويريد الحديث عن الانتخابات، صرت أعرف عن ماذا سيتحدث قبل أن يبدأ... فالمعروف أن كلمة نزيهة ستأخذ ما يقارب (خمس) دقائق من الشرح وكلمة (شفافة) خمس دقائق أخرى.
أنا اريدها بصراحة نزيهة ولا أحبها شفافة.. كون الشفافية تسمح باظهار مفاتن الجسد.. وبالتالي يتحول الأمر إلى إغراء سياسي.
hadimajalo@hotmail.com
الراي.