في تقرير رسمي، صدر عن أعمال مؤتمر: إعلاميون ضد الكراهية الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين بالشراكة مع المركز الكاتوليكي للدراسات نشر أن " أهم التحديات التي تواجه أمتنا وديننا والحضارة الإنسانية تتمثل بانتشار خطاب الكراهية والابتعاد عن قيم التسامح" لكن العنوان الصادم كان:
إعلاميون ضد الكراهية يؤكد قيم التسامح والسلام ويرفض الاختلاف والتباين!!
إن تأكيد قيم التسامح والسلام أمر جيد، ولكن كيف يرفض المؤتمرون الاختلاف والتباين؟ أعتقد أن هذا خطأ لغوي في صياغة الخبر، وإلّا كيف ترفض الاختلاف والتباين؟
نحن نجتمع لأننا مختلفون! ونتحاور لأننا مختلفون!! فكيف إذن يتم رفض الاختلاف؟
قيل في التسامح إنه نزوع نحو الوحدة، بمعنى من يتسامح مع الآخر يرفض الاختلاف ولكنه يتنازل عن الطرف الآخر! ولذلك قالوا نريد سماحة أكثر من التسامح!!
لا أريد اللعب بين الكلمات، لكن الاختلاف هو الأساس، والتشابه موجود – ربما – في أسنان المشط، فالناس مختلفون في مشاعرهم وأفكارهم، والأديان مختلفة في منطلقاتها والقيم مختلفة ومتباينة في ظاهرها...
قد يكون وراء اختلاف القيم في مختلف المجتمعات وحدة في الغايات والأهداف، فكل مجتمع في الدنيا له قيمه الخاصة بل كل فئة داخل المجتمع لها قيمها الخاصة!! فللأغنياء قيم وللفقراء قيم، للمعلمين قيم، وللأطباء قيم، للأردنيين قيم، وللمصريين والأوروبيين والأفارقة قيم مختلفة، ولكن جميع الفئات والمجتمعات تلتقي في قيم عليا، حيث تتحد الغايات وتختلف الوسائل.
بعيدًا عن القيم، وعودة إلى رفض الاختلاف، فإنني أرى أن الاختلاف قيمة مهمة، فالاختلاف قيمة جمالية في معايير الجمال: التباين قيمة والانسجام قيمة وكذلك في حياتنا: نحن مختلفون، وعلينا أن نحدث الانسجام بين اختلافاتنا، فلا يجوز أن يتصدر رفض الاختلاف في مؤتمر شارك فيه مختلفون من حكماء المسلمين وحكماء المسيحيين وحكماء حضور لهم حكمتهم ايضًأ.
فهل من توضيح أيها الحكماء!!