أكرمني الاخ والصديق د. عاصم منصور بهذا الإهداء الرقيق والمُفعم بروح المحبة والأخوة التي تجمعنا؛ مستذكرا بكل حُب وتقدير روح الوالد رحمه الله.

والدكتور عاصم هو بِكر عمّنا واستاذنا القامة الوطنية والإسلامية الشيخ الجليل حمزة منصور الذي له ولابنائه الكِرام المكانة الكبيرة والعزيزة في قلوبنا نحن ابناء زياد ابو غنيمة رحمه الله.

واذا كان لي من وقفات مع كتابه النفيس " عامان من العُزلة.. مالآت الجائحة "؛ فاقول انني بداية اشكر د. عاصم على هذا الكتاب القيّم، الذي مزج فيه بين الطب والإقتصاد والسياسة والإجتماع بصورة تشّد القارىء والمتابع لمواضيع الكتاب.

وكدارس للتاريخ وحاصل على درجة علمية في هذا التخصص الهام؛ فإن اسلوب د. عاصم في التأريخ لجائحة كورونا يُعتبر اسلوباً مميزاً للتأريخ من خلال مشاهداته وآرائه العلمية التي ضمّنها في كتاب على شكل معلومات وحقائق تاريخية اعطت كتابه اهمية كُبرى؛ فهو الشاهد الصادق الذي لا يكذب أهله، فقدّم الحقائق بلا مجاملة او تزويق.

لم يكن هذا الكتاب الأول من طبيب متميز في عِلمه وحضوره في الساحة الطبية اردنياً وعربياً ودولياً؛ إلا إيذانا بسطوع كاتب متميز امتلك ناصية العِلم والادب واللغة؛ فطوّع عِلمه ولغته الرصينة واسلوبه الشيّق لتوجيه الناس الوجهة الصحيحة في كل ما يتعلق بهذه الجائحة.

تميز د. عاصم في مقالاته التي كنّا نتابعها في وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي؛ بانه كان من الحريصين على تقديم العِلم على السياسة، فكانت له مواقف جريئة مشهودة - ثبت صحّتها - في تقديم ملاحظات عِلمية رصينة في كثير من إجراءات الحكومة التي لم تكن موفّقة في حينها، وكانت لها تداعيات سلبية صحّياً واقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.

كتاب قيّم نفيس بما فيه من علوم ومعرفة وثقافة عالية لطبيب نفخر به وبما يُقدّم لوطنه وشعبه وامته.

شكراً د. عاصم على ما اتحفتنا به من كتاب قيّم جمع بين العلم الرصين والتأريخ المتمكّن واللغة الرشيقة الممتعة.