«إلى شقيقي الوحيد الذي قضى غريباً في الخارج بحثاً عن «لا شيء!».
قَتَلتْنا طبيتُنا..
والطّيبةُ ضَعْفٌ..
إِنْ لم يحرسْها السَّيْفُ..
وهذا العالَمُ مسكونٌ بالحِقْدِ
على الضُّعفاءْ!!
وشديدُ البَطْشِ بهم..
تُوغِلُ كالوحشِ أظافِرُهُ
في الظّهرِ المكشوفِ،
وتُمْعِنُ في الصّدرِ العاري الأَنيابُ السَّوْداءْ!
فمتى نَتَخَلَّصُ من هذا «المَرَضِ الملعونْ»؟!
ومتى «نَتأبّط شراً»؟!
وتكونُ السِّنُّ بألفِ فَمٍ؟!
والعينُ.. بِمَرْجِ عُيون؟!
وطني.. يا هذا المُمتدُّ
من الجرحِ... إلى الجُرح
الضائعُ منه.. أو ما سوف يضيعْ؟
قُلْ لي -يا وطني-
هل يُمكن يوماً ما، أن يجمعَنا شيءٌ ما
ويوحّدَنا -رُغماً عنّا- أحدٌ ما
ويصيرَ لنا كبقيّةِ أوطانِ الدُّنيا
قَمَرٌ وربيع؟!
يا وطني.. يا وطنَ الفُقراءْ
هل نَتَوَحَّدُ موتى..
من بَعْدِ تَفَرُّقِنا أحياءْ؟!!
(الدستور)