نحن اليوم تماما في الاختبار.
أمامنا كأردنيين خياران لا ثالث لهما: الاصرار على النوم الطويل مع السلبية والاسترسال في التشكيك والعدمية.
او فتح ابواب ملاذ آمن بناء على نظرة علمية وعميقة وموضوعية لما انجز حتى الان واختزال الطاقة الايجابية للبناء عليه مستقبلا.
خياران اقرب الى صيغة البقاء في الحائط بعد الارتطام او المغادرة بسلاسة من الجهة الاخرى.
اتقدم بمثل هذه الكلمات كمدخل بسيط وصريح ومباشر تعليقا على النقاش العام بخصوص ما انتجته وما ستنتجه عملية مستمرة لاحقا اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية والتي تشرفت بتكليفي عضوا فيها واجتهدت ما استطعت بمعية رفاقي وهم اخوة وذوات محترمون قدم كل منهم ما يستطيع من جهد وعصارة ذهن لأكثر من ثلاثة أشهر من الاجتماعات المستمرة.
اولا وقبل كل شيء الامتنان والتقدير مع الشكر لصاحب المبادرة الذي اتاح لنا كشعب فرصة اللقاء والاجتماع والعصف الذهني على اساس تحديث المنظومة وهو جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله وادام ملكه.
والشكر موصول لكل الزملاء اعضاء اللجنة وعلى رأسهم دولة الاخ سمير الرفاعي رئيس اللجنة والذي نقول له وعنه بعد انتهاء العمل والواجب ما ينصف ويستحق فقد كان لخبرته العميقة وامكاناته في العبور والمرور وادارة نقاش صعب حول ملفات وقضايا اساسية ومهمة بصمة مثمرة لا ينكرها الا جاحد .
نضم صوتنا للمتفائلين والايجابيين ولا نزعم بان ما تم التوصل اليه من مخرجات وتوصيات ملبيا لطموح كل الاردنيين او ممثلا لما قدرناه وقررناه بصفتنا الشخصية نحن الاعضاء لكن نتحدث وبكل امانة وموضوعية عن حصيلة جهد وطني مسؤول وعن توافقات ميزتها هذه المرة انها كانت صريحة وتلامس هموم الناس بقدر ما لامست طموح الرؤيا المرجعية .
وهي توافقات ديمقراطية بامتياز وبدون تدخل او تأثير ونتجت بعد سلسلة حوارات معمقة ومفصلة وانتهت باجتهادات لا احد يدعي انها كاملة الاوصاف بل هي محصلة التوافق وللتوافق كما يعلم جميع الاردنيين دوما كلفة لكن قيمته الاساسية انه يضع قاعدة للانطلاق نحو استمرارية البناء والتعديل والتصويب مستقبلا ويؤسس مساحة مشتركة يستحقها الوطن وتليق بالأردنيين وقيادتهم .
ثمة مفاهيم كاملة في العمل السياسي والتشاركي صيغت او برمجت وثمة تعديلات عميقة وجوهرية تؤسس لتجربة التعددية الحزبية وتضمن نزاهة الانتخابات وتمكين المرأة والشباب في عملية مستمرة ميزتها التشبيك وعدم التنافر بين النصوص والمرونة اللازمة للتدرج والتحديث باتجاه سليم املا في الوصول الى التفاعل السياسي الوطني.
نشكر الاعلام ومن اهتم من المواطنين في مجتمعنا ونعد بالبقاء حراسا على التجربة ونأمل اليوم مع المتأملين بفتح صفحة جديدة من اجل الوطن الغالي وفي ظل ثوابت الدولة وقيادتنا الحكيمة
وهي صفحة امل نحو المستقبل كما نؤمن بان حسن التنفيذ بعد العبور الدستوري للتوصيات والتعديلات المطروحة مرحلة لا تقل اهمية مستقبلا عن ما انتج وانجز حتى الآن .
وهي طبعا مرحلة مضمونة بإرادة سياسية ملكية تحمي تطلعات الاردنيين نحو المستقبل .
كانت باختصار تجربة مثيرة بالاشتباك ومثمرة في التفاصيل وناضجة في المخرجات ويبقى أملنا معلقا برب السماء والارض ان يحفظ هذا البلد آمنا مطمئنا مزدهرا تحرسه ملامح النشامى فيه .
تلك دعوتي وبخلاصة مختصرة لتجاوز الاختبار ومغادرة الحائط من الجهة الاخرى مع تجديد الشكر لصاحب المبادرة وللزملاء جميعا رئيسا واعضاء.
* عضو سابق بمجلس النواب