أصبحت السلبية طابع سائد لدى السواد الأعظم من الناس، ولا تكاد تجلس مجلسا إلا وأدلى كل بدلوه واغترف من فيض السلبيات الوفير، بل ويتسابق كل باظهار الأسوأ الا من رحم ربي، فنعظم السلبيات ونقزم الايجابيات ونقلل من قدرها.
والأبعد من ذلك نشر وتداول السلبيات على مواقع التواصل ووسائل الإعلام المختلفة، كلما حدث موقف مهما صغر حجمه الا وتداوله الكثيرين على وسائل الإعلام ومواقع التواصل، فانتشر انتشار النار في الهشيم، فيصل الآفاق قبل أن يستبين صحته من عدمها، ولا يلقي الكثيرون بالا بما تتركه من أثر، على الأفراد وعلى المؤسسات وعلى الوطن.
ولأن العالم اليوم أصبح في (هاتفك) فلم يعد تداول الأخبار محليا بل عالميا بذات اللحظة.
ولهذا فإن الكثيرين يسيئون لوطنهم ولابنائه ولكفاءاته ولمؤسساته ولمنجزاته فينظر العالم إلى وطننا بأنه مليء بالمثالب والعيوب
والفساد والجرائم والتجاوز وغياب هيبة الدولة وغياب القيم والأخلاق، حتى أن الزائر للاردن يتردد الف مرة قبل أن يزوره، والراغب في العلاج اول ما يستثني الأردن من قائمة اختياراته بعد أن كان الأردن الخيار الأول، وقس على ذلك طلبة العلم والسياح والمستثمرين.
لا يوجد في العالم مجتمع محصن من أي من تلك النقاط التي ذكرنا وان كانت بنسب متفاوتة، إلا أنها موجودة لكنها لا تضخم بالشكل الذي نرى عندنا.
كان الأردني اذا ما زار اي بلد او التقى بعربي او أجنبي الا وسمع من الثناء ما يجعله يعتز ويفتخر بسمعة بلده، سواء أزار المتحدث الأردن او سمع ممن زاره، ولقد التقيت كغيري مع كثير من العرب في بلدانهم وكم اظهروا من اشتياق لزيارة الاردن من فرط ما سمعوا عنه.
قد يقول قائل هذا من باب فضح الفساد وايقافه، فنقول تجاوزنا فضح الفساد الذي في كثير منه لا يعتمد إلى دليل، إلى فضح الوطن وفضح الانجاز وفضح أبناءه وخلط الحابل بالنابل، وما عدنا نفرق بين صالح وطالح، فصارت القاعدة ان الكل متهم والكل فاسد، والبريء هو من يجيد الشتم ويلقي التهم، ويتجنبه الناس مهابة لسانه، حتى لم يعد للصوت القويم مجالا ليظهر وسط زحام التهم.
رفقا بالوطن وانجازاته، رفقا بأبنائه رفقا بالمخلصين، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا قال الرجل هلك القوم فهو أهلكهم).