العبرة من إعدام النشّالين
يوسف غيشان
26-09-2021 12:43 AM
في العصور التي كان يعدم فيها النشال في إنجلترا، كان يوم إعدام النشال يعتبر احتفالا كبيرا عند النشالين الآخرين، لأنهم كانوا يفرغون جيوب المتفرجين من الناس خلال التهائهم بالتفرج والبحلقة على عملية الإعدام.
المقصود أن الذين يأخذون العبرة من عملية الإعدام لغايات التوبة، هم من الندرة بمكان، بينما يكثر المستغلون من أصحاب الضمائر المعطوبة الذين ينتهزون فرصة الإعدام لغايات (التسوق اللاإرادي) في جيوب الجماهير.
ربما يكون الجمهور هو المستفيد الوحيد من هذه الاحتفالات، إذ ربما صار الجمهور يعزف عن حضور هكذا احتفالات حتى لا يتم نشله، وربما كان هذا هو السبب الحقيقي وراء الإيقاف التدريجي لإعدام النشالين في إنجلترا وسائر دول العالم. ولا أستبعد أن النشالين أنفسهم كانوا يوقعون بين الفينة والأخرى بأحد زملاء المهنة لغايات نشل الجمهور الغافل.
قال أحد المؤرخين الكبار، بما معناه أن أكبر الدروس المتخذة من التاريخ هو أن الناس لا يأخذون الدروس من التاريخ. وهذا هو جوهر المشكلة لدينا في أمة تلدغ من الجحر الواحد الاف المرات.
ولا شك أن – ذات الخدعة - تكررت مرات ومرات، وهي مرشحة للتكرار أكثر وأكثر، ليحلق لنا العالم على الناشف أكثر وأكثر وأكثر، مثل شفرات ناسيت.
لن أكرر النصيحة ولا الدروس، فلا أحد يستفيد من التاريخ، حتى التاريخ نفسه، والا لما تكرر، تارة على شكل ملهاة وطورا على شكل مأساة. لكني اقول لكم ولي، اننا إذا لم نتعلم من الأخطاء فإن الوضع في المستقبل سيكون. (خروع....).
لا لن اقولها، سأبتلع الكلمة وحدي.
يععععععع...
الدستور