قصيدتان من «بَحْرِ الدراويش»!!
حيدر محمود
26-09-2021 12:42 AM
(1)
يُسامحُ اللهُ حتّى «المُلْحِديِنَ».. ولن
يسامحَ اللهُ من خانوا فلسطينا!!
على الظُّهورِ حَمَلْنا الحاملينَ على
ظهورِهم -دونما شكوى!- أَعادينا
على الظُّهورِ حَمَلْناهم، وإذ جلسوا
على «الكراسي» استراحوا، واسْتباحونا!
ولو عَرَفْنا «نواياهم».. لما وَطِئوا
-ولو بأحلامِهم- يوماً أراضينا!
كلاّ -وحقِّ الثّرى المزروعِ أفئدةً-
لن يتركوا شَوْكَهُمْ فينا رياحينا!
لن يهنأوا بـ»الملايينِ» التي «قَبضوا»
بالعارِ.. حتّى وإنْ كانوا «ملايينا»!
شاهدتُ بالقلبِ، والعَيْنَينِ، ما فَعلوا
بأكرم النَّاسِ: تَشْكيكاً، وتخوينا!
ورُبَّما قُلتُ: عُشّاقٌ يُصَيِّرُهُمْ
فِراقُ «لَيْلى»: سُكارى، أو مجانينا!
وحين ترجع «ليلى»، سوف تجعلهم
يُحوّلون صحارينا.. بَساتينا!!
ودارت الأَرضُ.. دارت نِصْفَ دَوْرَتها
وإذْ بأسْوأ ما فينا.. الذي فينا!!
(2)
يا سيّدي، يا رسولَ اللهِ، مُدَّ لنا
من نُورِ وَجْهِكَ نوراً.. فالمَدى ظُلَمُ
من فَوْقِها ظُلَمٌ، من تحتِها ظُلَمٌ
من حَوْلِها ظُلَمٌ.. مِنْ دونِها ظُلَمُ!
يَئِنُّ «مَسْراكَ»، من قَهْرِ الغُزاةِ، وإنْ
لم تُدْركِ «المسجدَ الأقصى».. سَيَنْهدمُ!
وسوف يُبْنى على الأنقاضِ، هَيْكَلُهُمْ
فلا عُهودَ لمن ليست لهم ذِمَمُ!!
يا سيّدي، يا رسولَ اللهِ، رُدَّ لنا
نفوسَنا.. فقد انهارتْ بها القِيَمُ!
هذا هو الزَّمنُ الصَّعْبُ الذي عَمِيَتْ
فيه القلوبُ.. وفي آذانِهِ صَمَمُ!!؟
الدستور