facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




التغير المناخي: “إما أن نكون أو لا نكون”


خالد دلال
25-09-2021 12:15 AM

الإشارة القوية في خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في دورتها السادسة والسبعين يوم الأربعاء الماضي، إلى القضية التي تؤرق العالم بأسره، والمتمثلة بالتغير المناخي، والتي وصفها جلالته بـ”الخطر الوجودي في عصرنا”، تستحق التوقف والتأمل مليا وتكاتف الجهود من قبل جميع دول العالم وقياداته والمؤسسات المعنية بالأمر، لما تمثله، زمانا ومكانا، من دق لناقوس الخطر لمسألة ينطبق عليها مقولة شاعر الإنجليزية، وليام شكسبير، في مسرحيته الخالدة، هاملت، تلخيصا لفلسفة الحياة والموت: “إما أن نكون أو لا نكون”.

فالقضية تعني الجميع، ولا يوجد دولة على وجه المعمورة لا تعاني التغير المناخي، الذي تتفاقم تداعياته كل يوم على كوكبنا الأزرق في جميع مناحي الحياة. كما لا يوجد دولة تستطيع مواجهة تحديات التغير المناخي وحدها. وهو ما تمثل في قول جلالته: “ليس باستطاعة أي بلد أن يواجه التغير المناخي منفردا”.

وللدلالة، لننظر مثلا إلى دولة مثل المالديف، التي يهدد التغير المناخي بشطبها عن خريطة العالم، نظرا لما يسببه ارتفاع مستوى سطح البحر حول جزرها في المحيط الهندي من تشكل الفيضانات المدمرة. وهو ما دفع الرئيس السابق لها، محمد نشيد، وفق شبكة بي بي سي، للقول مؤخرا: “نحن ندفع بأرواحنا ثمن الكربون المنبعث بسبب شخص آخر”.

وبحسب شبكة الأخبار البريطانية أيضا، فإنه ووفقا لأحدث تقرير للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، التي تأسست العام 1988 لدراسة كل ما يتعلق بتغير المناخ وسبل التعامل معه، “فستصبح موجات الحرارة والأمطار الغزيرة والجفاف أكثر شيوعا وتطرفا في العالم”. وهو التقرير الذي وصفته الأمم المتحدة “بالإنذار الأحمر للبشرية”.

والمالديف ليست المثال الوحيد. فلدينا دول الخليج العربي والارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة والرطوبة الخانقة، ولدينا السودان والصومال وظاهرة الجفاف الزراعي، ولدينا اليابان والأعاصير الفتاكة، ولدينا أستراليا وحرائق الغابات المهولة، وهناك العديد من الأمثلة الأخرى.

نعم نحن البشر من نتحمل مسؤولية التغير المناخي وأثره في تزايد الاحتباس الحراري بفعل ما نقوم به من نشاطات صناعية جائرة وعدوان سافر على الطبيعة من إزالة الغابات وجشع التنقيب عن الثروات وغير ذلك، وتداعيات كل هذا في ازدياد درجة حرارة الكوكب، وبالتالي فإن مكافحة هذه الظاهرة هي مسؤوليتنا جميعا، خصوصا أن الأمر لا يتوقف عند حدوث اضطرابات غريبة وعجيبة في أحوال الطقس من حولنا رغم كارثيتها، بل يتعداه إلى ظهور الأوبئة المستعصية. وعلينا هنا الأخذ على محمل الجد دراسة حديثة أجرتها جامعة أوتاوا في كندا، استندت إلى عينات وراثية، وخلاصتها: “أن تغير المناخ، الذي يتفاقم بمرور الوقت، يمكن أن يتسبب في ظهور أوبئة جديدة خلال السنوات المقبلة”.

لكن الحل الأمثل لا يتمثل فقط في الحد من أسباب التغير المناخي على مستوى العالم رغم ضرورته القصوى، بل، وبحسب خبراء، إلى تغيير جذري لاستراتيجيات وآليات اقتصادات دول العالم، واعتمادها في المستقبل القريب، على مصادر الطاقة النظيفة بديلا عن المصادر البترولية، مع تطبيق خطط شمولية لحماية الطبيعة. وكل ذلك لتحقيق هدف أساسي ومحدد: وهو تخفيض جذري في انبعاثات الكربون في العالم إلى نحو 50 بالمائة بحلول العام 2030، بحسب الأمم المتحدة.

قد تكون هناك فرصة حقيقية للبناء على كل ما تقدم خلال قمة التغير المناخي، التي ستعقد خلال الأسابيع المقبلة في مدينة غلاسكو في المملكة المتحدة، بإشراف الأمم المتحدة. وهناك على المشاركين البناء على ما قاله جلالة الملك في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذا ما أرادوا فعلا تحقيق النتائج، بعيدا عن الشعارات البراقة ومجاملات اللقاءات فقط، ومفاده: “لطالما دعا الأردن لبناء شبكات إقليمية لتعزيز المنعة، بهدف تجميع الموارد وتطوير القدرة على الاستجابة للتحديات بسرعة وسهولة حال ظهورها”. وفي هذا خلاصة القول للحد من التغير المناخي وغيره من مشاكل الطبيعة الغاضبة التي تواجه البشرية وتهدد وجودها.

(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :