نتفاءل كثيراً، ولكن بحرص وحذر!
باسم سكجها
24-09-2021 09:14 PM
ننتبه، وبحرص حريص، إلى الرسائل التفاؤلية التي تبثّها الحكومة على الناس، فالأرقام تبدو جيدة، والصعود من الهاوية رويداً رويداً يبدو حقيقة، ولعلّنا نتسرّع فنقول إنّ إدارة أزمة كورونا كانت مقبولة، وحتّى هؤلاء الذين وضعوا أياديهم على قلوبهم خشية من مواصلة السقوط العام، ونحن منهم، عادوا إلى حالة تفاؤل.
صحيح أنّ الأردن احتلّ اليوم الموقع الثالث عربياً، والثاني والأربعين عالمياً، في نسبة الاصابات والوفيات، ولكنّه لم يعد في مواجهة لموجة ثالثة، كما غيره، وصحيح أنّ الغالبية الغالبة من القطاعات الاقتصادية تضرّرت، وبعضها انسحب من العمل، ولكنّ الحياة تبدو وكأنّها تعود إلى طبيعيتها، ولو بحذر كبير، وربّما بثقة.
من الطبيعي أن نستعيد، هنا، حركة الملك خلال الجائحة، والمساعدات الدولية المالية والمادية التي أمكنه التوصل لها، وأكثر من ذلك فإصراره على حالة التوازن بين الوباء والحياة الطبيعية أوصلتنا إلى إنتخابات عامة ومجلس نواب جديد، ومن المعلومات التي صارت عامّة، فتدخلاته الشخصية الدولية هي التي جعلت منّا من أكثر الدول حيازة للمطاعيم، وأيضاً فهو الذي يخرجنا من غير نفق.
لا نقول، هنا، إنّنا تجاوزنا الصعب، ولكنّنا نتحدّث عن أصعب مرحلة مررنا بها منذ زمن، فمنع التجوّل لم نعرفه من قبل، حتى مع تهديدات التفجيرات الارهابية، ولكنّ شوارع المدن الأردنية تتحدّث الآن عن حالة من العودة إلى الوضع الطبيعي.
“كلّ مرّ سيمرّ” كان شعار حكومة الدكتور عمر الرزاز، الذي واجه الأزمة غير المسبوقة بشجاعة، واخذ القرارات المناسبة دون تردّد، و”التعافي” كان شعار حكومة الدكتور بشر الخصاونة التي مرّرت بهدوء، ودون إفتعال، التداعيات الأخيرة، وليست الآخرة من كورونا اللئيم، وتبدأ الآن خطة اقتصادية طموحة، مبشّرة.
أرقام الوباء باتت في صالحنا، وأرقام الاقتصاد دخلت إلى تسطيح المنحنى والعودة إلى الصعود، وإذا كان للسياسة من كلام هنا فالأردن خرج من مصيبة دونالد ترامب، ليدخل في أفق واسع من التمدد الاقليمي والدولي، وذلك أهمّ الأمور، فحديث الإقتصاد يتحالف هنا مع السياسة التي تزرع البذور، وعلى إقتصادنا المتعافي الحصاد.
نحن، هنا، نتحدث عن الأردن الذي يدخل مرحلة جديدة، سياسياً مع مخرجات لجنة ملكية ستعيد تشكيل وجه المشاركة الشعبية، واقتصادياً مع منظومة اجراءات وقرارات حكومية تضخّ الدماء في الشرايين المتصلبة، ويتبقى تلك الثورة في أعادة إنتاج إدارتنا، وليس من إضافة سوى أن الأردن يتجدّد دوماً، فيحافظ على إيجابياته، ويلفظ سلبياته، ولهذا فهو المحمود من الأحباء، والمحسود من غيرهم، وللحديث بقية!