سأكتب عن دولة الرئيس وهي شهادة لم يطلبها مني وأجزم وانا الذي ازعمُ أنني ربما اعرف اليسير عن طبعه بأنه لم ولن يطلبها من غيري ابداً..
وحين اكتبُ اليوم عن أبي هاني وانا الذي قد تشرفت بالعمل قريباً منه وربما زاملته بعضاً من الوقت، اكتبُ عن شابٍ أردنيٍ لم يولد وفي فمه ملعقةً من ذهب، لكنه يشبهنا تماماً، ففيه ترى شموخ الأردنيين وعصاميتهم وطيبة سجاياهم ونقاء صدورهم، وفيه تجد شهامة الأردنيين وشجاعتهم وقوة بأسهم ورباطة جاشهم، يستدرج دمع عينيه بكاء طفلٍ وحاجة مسكين وصيحةُ ملهوفٍ ومظلوم، يعمل بصمت دون ضجيج، لا ينتظر شكراً من أحد..
وهو الدبلوماسي المحترف الذي نذر نفسه مقاتلاً شرساً عنيداً دفاعاً عن كينونة هذا الوطن الأردني العزيز وبراً بقسم الأردنيين وبيعتهم لقيادتهم الهاشمية المظفرة وشرعيتها الدينية والسياسية، وحين تستهدفه اليوم بعض مجالس النميمة في عمان وغيرها ويستقصده البعض ممن لوثتهم السياسة بسهام مكرهم، فهذه هي حيل العاجزين العابثين والخائنين لاوطانهم والناكثين لأيمانهم وعهودهم والهاربين من تحمل مسؤولياتهم حين يحتاجهم الوطن.