التعليم التقني ورؤى وتطلعات سمو ولي العهد
د. عمر علي الخشمان
23-09-2021 10:04 AM
التعليم التقني هو احد اهم اركان التنمية الوطنية الشاملة الذي يعرف بما يسمى مثلث تنمية الوطن التعليم، الصحة والاقتصاد وهو اولوية وطنية تتمثل في تشكيل حالة من الانسجام بين الاحتياجات الوطنية ومخرجات التعليم وهو عماد دولة الانتاج الدولة القادرة على توفير المدخلات الانتاجية باقل التكاليف وافضلها والعمل على استغلال مالديها من امكانيات بشرية وموارد طبيعية بطريقة مميزة وتقنية وابداع وابتكار بمستويات عاليه تتضمن الوصول الى مخرجات انتاجية قادرة على التنافسية والتميز والعالمية لكن للاسف التعليم التقني مازال يتارجح بين ثقافة العيب وتدني مخرجاتة. لقد كان لتوجيهات ومتابعة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظة الله الدور الاكبر في توجية الحكومة نحو تفعيل وتطوير التعليم التقني ضمن قطاع التعليم العالي من خلال ادراجها في الاستراتيجية الوطنية للموارد البشرية 2016-2025 كما يؤكد جلالتة دائما على اهمية التعليم التقني والتدريب المهني لبناء وصقل كوادر اردنية مؤهلة ومدربة تنطلق ببرامج وخبرات ومهارات ابداعية مميزة ومبتكرة في اتجاهات تكنولوجية تقنية متعددة الاتجاهات بعيدا عن المجالات التقليدية وذلك لتشجيع الشباب المؤهل علميا وتقنيا وللحصول على فرص عمل نوعية ومميزة في مجالات متقدمة ومتطورة وتشهد طلبا في الاسواق المحلية والاقليمية والعالمية بعيدا عن التخصصات المشبعة والراكدة
الورقة النقاشية السابعة تحمل عنوان واضح لمستقبل التعليم الذي يريده جلالة الملك الذي يقوم على الفهم والبحث والبعد عن التلقين والعمل على صقل الشخصية وبناءها وتحفيز الطلبة على مخاطبة العالم بجميع لغاته حتى يكون سمة المجتمع الأردني النهضة والتطور ومواكبة العلم والتكنولوجيا.
جلالة الملك في هذه الورقة النقاشية يؤسس لنهضة تعليمية أردنية جديدة تبعث وترسل كفاءاتها المتميزة في دول العالم مثلما كان الأردن مشعل للنهضة والتطور في كثير من الدول العربية من خلال خلق جيل واعي مميز يؤسس على عملية تعليمية مميزة نشجع فيها طرق الفهم والتفكير والابتكار والابتعاد عن التلقين والقدرة على التحلل والتفكير ليكون قادرا على المشاركة في الانتاج والعمل والمساهمة في احداث التغيير والتقدم عملا بقولة تعالى"وقل رب زدني علما" .
ولتنفيذ رؤى وتطلعات سمو ولي العهد وحرصة الشديد على متابعة تنمية وتطوير قدرات الشباب الاردني ، تم إنشاء مؤسسة ولي العهد، التي انطلقت في كانون الأول من عام 2015، حيث يقوم عمل المؤسسة على ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في تنمية المهارات والابتكار والريادة، القيادة والتميز الشبابي، العطاء والخدمة المجتمعية. وأصبحت مؤسسة ولي العهد الذراع التنموي المسؤول عن تنفيذ توجيهات سموه الخاصة بالمبادرات الشبابية، التي تستهدف العمل على تعزيز مفهوم الابتكار وريادة الأعمال لدى الشباب، وتوجيههم نحو التعليم التقني والمهني، وتطوير قدراتهم القياديّة، بالإضافة إلى تحفيزهم على العطاء والابتكار والتميز في الخدمة المجتمعيّة.
جامعة الحسين التقنية التي اسسها سمو ولي العهد وهي الجامعة التي تحمل اسم سموة والتي تحظى بدعمة كانت الجامعة سباقة في ترجمة رؤى وتطلعات سموة في طرح رؤية ثاقبة متقدمة متطورة تهدف لبناء جيل مؤهل من الشباب الجامعي المتخصص من خلال برامج تقنية ومهنية متخصصة توائم بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل, جهود سمو ولي العهد ومبادراتة المستمرة والعديدة وحرصة الاكيد في اعداد وابراز جيل قادر على التفكير والابداع والتميز والابتكار والعمل على تجذير ثقافة الانجاز والابتكار تهدف الى تميز واضح ومدروس في التعليم التقني ايمانا من سموة ان النهوض بالتعليم هو الطريقة الانسب والافضل لمواجهة التحديات الاقتصادية، جامعة الحسين التقنية جامعة تحمل راية التغيير والابداع والتقدم ومسارات متعددة من التعليم التقني المتطور المميز تستقطب جميع الطاقات الشبابية المميزة والنخب من الطلبة من كافة ارجاء الوطن الغالي انها الجامعة التي تطمح ان تصل الى العالمية في الابداع والتميز والابتكار وتكون حاضنة للعلم والمعرفة وان يستطيع خريجيها مخاطبة العالم باللغة التي يريدها.
يواجه سوق العمل تضخما واضحا في عدد خريجي الجامعات من البرامج الأكاديمية غير المهنية مقابل ذلك نقص كبير في المهنيين والفنيين، إن الركائز الأساسية للنهوض بالعملية التدريسية تتمثل بتوفير مناهج متطورة, معلم أو مدرس يتمتع بالمهنية العالية والمهارة العالية وتعليم تقني متقدم واجهزة ومعدات حديثة ومتطورة ، من هنا لابد لنا إن نغير سياساتنا التعليمية ونحدد اولوياتنا الوطنية بشكل مدروس وواضح المعالم لذلك لا بد من التوجه نحو التعليم التقني لأنة أولوية وطنية تتمثل في تشكيل انسجام بين الاحتياجات الوطنية ومخرجات العملية التعليمية من هنا فأنني اعرض بعض النقاط الهامة الضرورية لانجاح تجربة التعليم التقني والتدريب المهني في الاردن:
- دعم الكليات الجامعية المتوسطة الخاصة والحكومية فهي مؤسسات وطنية لها فترة طويلة في خدمة قطاع التعليم ورفدت السوق بالعمالة الماهرة, وتخصيص منح دراسية من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للطلبة الملتحقين بالبرامج الفنية والمهنية وتوجية الاوائل من الفروع العلمية والصناعية الى الالتحاق بالبرامج الهندسية التطبيقية.
- التعليم التقني في الأردن بحاجة إلى قرار وتصميم على المضي بالبرنامج والشروع فيه لان البني التحتية للتعليم التقني جاهزة ولا تحتاج إلى كثير من الدعم والأموال, فالمختبرات والمباني جاهزة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب في وطننا الغالي فهناك كلية الحصن في الشمال, وجامعة البلقاء التطبيقية في الوسط وجامعة الطفيلة التقنية في الجنوب فإذا ما استغلت هذه الصروح الأكاديمية الثلاثة فإننا نستطيع إن نخرج جيلا مهنيا وفنيا متميزا على المستوى الوطني والإقليمي والعالم اجمع.
- الاستفادة من برنامج الدبلوم الشامل "البوليتكنك" ثلاث سنوات والذي خرج نخبة من الفنيين والمهنيين المميزين على مستوى الوطن والإقليم وكانت تجربة ناجحة ورائدة في مجال التعليم التقني, وإعادة فتح برامج مماثلة بنظام السنوات نفسه في الاقليم الثلاثة والتركيز على التخصصات التي يحتاجها سوق العمل.
- إشراك القطاع الخاص والعام في إنشاء برامج تقنية ومهنية تخدم القطاعين مع مؤسسات التعليم العالي في الأردن وتكون هناك شراكات مع مؤسسات تعليمية وتقنية عالمية لغايات المشاركة في طرح برامج تقنية وتعليمية معتمدة دوليا ومعترف بها عالميا أكاديميا ومهنيا.
- اختيار اصحاب الكفاءات وذوي العلاقات الدولية العلمية مع المنظمات الدولية ذات السمعة الاكاديمية التقنية المرموقة للتدريس والبحث العلمي في الجامعات التقنية المهنية.
- اعداد برامج تعليمية مهنية وتقنية وفق معايير عالية من الجودة بحيث تلائم حاجات سوق العمل وتفتح فرص عمل مناسبة للشباب الاردني المؤهل المميز واتاحة الفرص المتكافئة لكل ابناء الوطن للالتحاق بالتعليم التقني وشمول كافة المناطق بالالتحاق بهذا الحقل من التعليم ودعمة ببرامج متقدمة ومدرسين مؤهلين مميزين.