دق سلف عدي رجالك عدي من القرع للـ .. !
مهند الهندي
22-09-2021 09:16 PM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ارحموا ثلاثةً: عزيزَ قوم ذل، وغنيَّ قوم افتقر، وعالماً بين جُهّال»
وخاصة نحن في زمن اذا تحدثت عن مواقف الرجال اصبحت متملق ومكروه بين الناس كيف لا ونحن نبحث عنهم وننحت في الصخر كي نجدهم
الرجولة يا سيدي كلمة حق وموقف حق، هي نصرة المظلوم على الظالم وابتغاء وجه الله في كل قول وفعل، هي الأخلاق الكريمة والمعاملة الحسنة، هي الشهامة عند حاجتها والشجاعة في وقتها، هي أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، هي أن تكون مستعدا للتضحية في سبيل ما تؤمن به، فأرح نفسك من عناء إثبات رجولتك..
الرجولة أسمى ما يمكن أن تبحث عنه المرأة في الرجل، فإن وجدته وجدت الحب الذي لا يذبل، والتواصل الذي لا يُقطع، والثقة التي لا تُخدش، متى وجدته وجدت إشباعا لقلبها وعقلها، وحظيت بمن يصلح لأن يكون رفيقا لدربها في الدنيا والآخرة. متى استشعرت الأنثى حضور الرجولة حولها ميزتها على الفور – دون حاجةٍ منك لاستعراضها – كما يميّز الوليد رائحة أمه، فأرح نفسك إذن من عناء إثبات رجولتك..
عذرا يا سيدي، لكن اداءك المسرحي هذا لم يقنعني، وطريقتك الاستعراضية تلك لم تقنعني، ووصفك المبالغ فيه لم يقنعني. كيف لي أن أصدق رجولةً يتحدث صاحبها عن نفسه كما يتحدث المتيم عن محبوبته، يرى نفسه أفضل من غيره تماما كما يرى المحبوب محبوبته أجمل النساء. كيف أصدق كلامك وأنت تضع نفسك في مرتبة فوق كل البشر ثم تدعي أن نظرتك الفوقية تلك هي الأصدق والأكمل! الرجولة يا سيدي شأنها كشأن أي شيء حقيقيّ، ليست بحاجة لإثبات، فدعك إذن من عناء إثبات رجولتك
وهنا اذكر قصة قرأتها عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه حينما كان جالسا يوما مع أصحابه فقال لهم : تمنوا ، فقال الأول : أتمنى لو أن لي دار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله ، وقال الثاني : أتمنى لو أن لي دارا مملوءة لؤلؤا وجواهرا أنفقها في سبيل الله ، فقالوا له وأنت يا أمير المؤمنين ماذا تتمنى ؟ فقال رضي الله عنه : أتمنى لو أن لي رجالا مثل أبي عبيد بن الجراح ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله .
وهناك من الرجال من قد يساوي مائة رجل ، ومن الرجال من قد يساوي ألف رجل ، ومن الرجال من لا يساوي شيئا