في زمن التنافس الشرس وعصر الثورة الصناعية والإنسان الآلة ، أين تكمن المتعة الحقيقية بين ملهيات الحياة ؟؟
هناك ركن صغير في احدى البيوت العتيقة والتي تجاوز عمرها المائتي عام .
تقبع مكتبة صغيرة يجوب بين جنباتها طائرا محلقا في آفاق العلم والمعرفة متنقلا بين حقولها وينابيع خيراتها التي لا تنضب .
ذاك ادب وذاك فن وآخر علوم ..
قالوا ان في المطالعة التنوير. ان تلتهم محوى كتاب مع كوب من الشاي اذا لم تدعك المظاهر الموروثة لاحتساء القهوة برفقة كتابك كما يدّعي أصحاب الثقافة السخيفة ..
ان تتنقل بين طيات الكتب والروايات ، بين ما ينتشلك من قاع الاكتئاب الى قمة السعادة والابتهاج .
يأخذك في رحلة استثنائية مثيرة داخل مسارب عالم يعج بالحقائق والاكتشافات حتى وان أردت الخوض في تفاصيل الخيال لوجدت ما يغني عن ذلك في عالم الأساطير والخرافات ..
انت الآن امام مجهول لا تعرف ولن تعرف اسراره ومساربه دون البحث عن مجاهله والتواءاته . لئلا يلتبس عليك الفهم ويتشوه ذاك الجوهر الثمين داخل كل شيء سخره الله لخلقه على هذه الأرض..
اذا لم تكشف الغطاء الذي تتوارى خلفه الحقائق الجمة تلك والتي يجب عليك معرفتها لتخرج من قوقعة الجهل ، فستبقى عالقا في غياهب السفاهة والتفاهة .
هناك حيث سيحيق بك ارتال من الظلمات بعضها فوق بعض، اذا أخرجت يدك لم تكاد لتراها ...
من ذا الذي يمر عابرا ولا تستهويه احد عناوين الكتب المعروضة على قارعة الطريق ؟؟ او تلك المركونة على رف عتيق ؟؟
لكيلا يحكم الجهل بأقفاله على منافذ العلم ..
فليرتفع صوته مجلجلا فوق كل الأصوات .. اقرأ .