كان ذلك في فجر اليوم 11 من الشهر الخامس من العام 2011، حين أطلقت تسع رصاصات على بيتي، والحمد لله أنّني لم أكن جالساً في مكاني المعتاد من ذلك المكان، والله سلّم إبنتي، التي مرّت رصاصة فوق رأسها.
وانتشرت القصّة في الأخبار، وتعمّمت، حتّى أنّني قررت ألاّ أسافر إلى دبي لحضور منتدى الإعلام العربي، خوفاً على العائلة، ولكنّ هاتفاً من مدير الأمن العام، حينها، الصديق حسين المجالي، نصحني بالسفر، وممارسة حياتي كالمعتاد، وقال: قبل أن تعود سيكون عندنا مطلق الرصاصات!
وتلك قصّة أخرى…
ولكنّني وجدت، في اليوم التالي، على طاولة الفطور في الفندق الدبوي الفاره، من يسألني من الزملاء العرب عمّا حدث، فشرحت له الحادثة، لأفاجأ بصوت يأتيني من طاولة ملاصقة: الحمد لله على سلامتك… شو ممكن نعمل حتى نكون معك؟
بالطبع، فصوت جورج قرداحي هو أكثر ما يميّزه، وهكذا، فقد أملت رأسي عارفاً صاحب الصوت، وشكرته على الاهتمام، وكأنّني قد ربحت المليون، واجبته: مجرد اهتمامك يعنيني كثيراً، وشكرته…
لكنّه، بالغ في الاهتمام، وأظهر من التعاطف والتأييد الكثير، ولم يبخل بقوله إنّه جاهز لفعل أيّ شيئ، ضمن مهنته وعلاقاته، وإذا كنتُ أحترم ذلك الرجل منذ زمن، فقد احترمته أكثر، وأكثر، وشكرته أكثرين، وانتهى اللقاء العابر بقوله: أفهم أن يحصل هذا في لبنان، ولكن هل يمكن أن يحصل في الأردن؟
وتلك قصّة أخرى!
أنا أسمّي الحكومة اللبنانية الجديدة، التي حصلت على الثقة اليوم، بأنّها حكومة جورج قرداحي، ليس انتقاصاً من رئيسها، وتشكيلتها، ولكن لأنّني واثق بأنّ الحكومة التي أتت بهذا الرجل الصادق وزيراً للإعلام، تعرف أنّ الرأي العام هو الأهمّ، وأنّ الشعب هو المُراد، وأنّ لبنان لا يمكن أن يكون كما كان إلاّ بهؤلاء الذين يمثلهم قرداحي، وللحديث بقية!