نحن أطباء وزارة الصحة نفتخر جميعاً بعملنا بأكبر قطاع صحي في مملكتنا الحبيبة بكل إختصاصتنا على إختلافها قدمنا وما زلنا نقدم لوزارتنا.
على امتداد خدمتي في وزارة الصحة بكل مراحلها و أطوارها...فإن المعيق الأول لأي عملية إصلاح مستدامة هي الفئوية والشللية
كثر الحديث عن تحميل وزر منظومة كاملة غير متكاملة لشخص وزير الصحة الذي لم تتجاوز مدة تكليفه السبعة شهور....أستعجب من هذه الحرب الإعلامية المفتوحة و الموجهة بشكل مقصود لإغتيال شخصية وطنية وقامة علمية و إدارية بوزن فراس هواري.
لنتتبع المسلسل الإعلامي الموجه ليس فقط ضد وزير الصحة وإنما لكل من يريد تغيير الواقع إلى الأفضل وهنا أود أن أذكر وأنوه بأن التوجيه و الفبركة الإعلامية سيؤثر سلباً على سمعة الأردن ومنظومته الطبية.
بالنسبة لما جاء باستقالة مدير مستشفى البشير...اولا نود أن نميز بين الفريق و الشلة....الفريق بالمعنى اللغوي و المفهوم الرياضي يقبل التبديل ويتقبل أي عنصر للوصول للفوز أما الشلة فهي اتفقت عل أن النجاح لن يكون إلا بها كلها فلا تتقبل اي عنصر جديد ...الفريق يرضى بعقوبة الحكم فتتدرج من الكرت الأصفر إلى الكرت الأحمر ومع ذلك فإن الفريق يطيع الحكم حتى لو أصدر الاوراق الصفراء أو الحمراء أما الشلة أو الفئة فهي لا ترضى بالعقوبات وتعتبر نفسها على حق دائما فتختلف طرق رفضها لأي نجاح والسلاح المستخدم في شلليات وزارة الصحة هو الهبد الإعلامي.
الإدارة قبل عام ونصف استبقت الأحداث وقامت بتنسيق مسرحية اسمها...هيني هون...وتم تزويد البشير بأكثر من مئة وخمسين ممرض و ممرضة ومع ذلك تم اتهام الوزير انذاك بالتقصير وخرج أحد المسؤولين وأعلن شعار دبر حالك كجملة انسحابية تراجعية.
هنا و بحادثة طريقة تسليم طفل الخداج لذوية...تابعت تصريحات إدارة البشير بأن هذا الأسلوب بروتوكول عالمي ...دفعني ذلك في البداية لقراءة أكثر من مقال طبي حول perinatal mortality والاستفسار عن ذلك أيضا من زملاء يعملون خارج الوطن و وداخله وكانت النتيجة بأن هذا البروتوكول لا يستعمل إلا في مستشفى البشير و جميعهم استهجن طريقة تسليم الأطفال الخدج حسب البروتوكول المدعى العمل به في البشير نعم هناك نقص في أعداد الكوادر التمريضية والأطباء ولكن أهم عامل في ازدياد هذه الفجوة هو سوء التوزيع فهل يعقل تفريغ طواريء مستشفى البشير من المقيمين وعددهم ستة عشر مقيم لمجرد مخالفتهم الرأي للإدارة وبعد يومين نتباكى على شاشات التليفزيون بنقص الكوادر.....هل يعقل أن يكون ربع المقيمين المؤهلين مشرفي عيادات...أليس هذا بسوء توزيع للكوادر وسوء تنظيم لهم ...بوجهة نظري المتواضعه لو تم زيادة كادر البشير بمئتين من الكوادر الفنية لاستمرت الشكوى من نقص الكادر
لأن العملية الإدارية تفتقر للفنية.
الإصلاحيون الجدد في وزارة الصحة ليسوا بالمتسلقين عطوفتك ومحاولة وزير الصحة ضخ الدماء الجديدة بمستشفيات البشير هي خطوة في الإتجاه الصحيح وهذه الهجمة الإعلامية الشرسة هي نكاية بالتغيير الذي حصل و كخطوة استباقية لثني وزير الصحة عن اية خطوات إصلاحية قادمة..أو زي ما حكى جارنا تغدوا بالزلمة قبل ما يتعشى فيهم عند بداية اختصاصي في طب الطوارئ والحوادث كان أول روتيشن لي هو الأطفال و قد تم تكليفي بعمل دوام جزئي بقسم الخداج....في الفترة الصباحية كان عدد الممرضات في الخداج وقسم الأطفال عدد مهول...بعد فترة من عملي في الخداج...بدأت اتساءل لماذا العدد جدا مرتفع في الشفت الصباحي و شحيح في الشفت المسائي والليلي.؟..وعند سؤال أكثر من طرف تبين أن البرنامج يُوَزع حسب الرغبة و الظروف.....(دكتور والله إحنا ما نقدر نداوم المسا أو بالليل لانه إلي عندها دوام بجامعة لأنها بتجسر وإلي بدها تروح عند أولادها تعمل إلهم لقمة أكل وإلي زوجها ما يرضى تناوب وإلي لازم تزبط دوامها حسب دوام زوجها) من أجل ذلك كله في الشفتات المسائية نلاحظ الضغط الحاصل على الكادر التمريضي ...إذن معادلة واحد إلى تسعة عشر رضيع هي معادلة مزاجية وتنظيمية.
الإستقالة من قبل الإدارة الحالية هي بوجهة نظري محاولة لتأجيج الرأي العام ضد شخص وزير الصحة وبها من التضخيم والتهويل ما يجعلها مادة إعلامية دسمة...قبل الختام هناك بعض القوى النقابية التي هرمت و تتبكاكى على البشير حاليا ....أقول لهم اذهبوا إلى نقابة الأطباء و طبقوا بروتوكول الإنعاش للنقابة ودعوا وزارة الصحة لأبنائها.
أتمنى من الإدارة الجديدة لمستشفى البشير ترقيع ما تم تخريبه و إعادة البشير إلى ألقه.